لا يزال الصيد العشوائي مستمرا، وإن تراجع نسبيا نتيجة انحسار حركة هجرة الطيور نسبيا، وليس بسبب إجراءات استثنائية لضبط الفلتان القائم في مختلف المناطق اللبنانية، ولذلك ما عدنا نشهد مجازر كالتي وثقها موقع greenarea.me مع بدء موسم الهجرة الربيعية قبل نحو شهرين. وما نزال نشهد الممارسات الفاضحة عينها، وكأن ممنوع أن يحلق طائر في فضاء لبنان، خصوصا وأنه حتى الآن ليس ثمة من يقيم اعتبارا لقرارات الدولة، وموسم الصيد المفترض أن يفتتح في أيلول (سبتمبر) تبعا لقرار وزير البيئة، لم يتوقف منذ سنوات، طالما أن ليس هناك من يعاقب ويسطر محاضر ضبط بحق المخالفين ويصادر بنادقهم ويغرمهم، ويضرب بيد من حديد لضبط هذا الملف الذي يبقي لبنان على قائمة الدول التي لا تحترم التزاماتها القوانين والاتفاقيات الدولية. 

في 18 نيسان (أبريل) عرض الناشط في حماية الحيوانات الاليفة حسين حمزة على صفحته صورة للطائر مطالبا بتقديم المساعدة، ومن ثم تبلغت “جمعية Green Area الدولية” من الناشط البيئي في مجال الطيور ورئيس جمعية RSAW (ناشطون لحماية الحسون البري) روجيه سعد، عن وجود هذا الطائر الجارح المصاب بطلق ناري في إحدى القرى الجنوبية، وقد أثار هذا الموضوع الناشط في مجال حماية الحيوانات الأليفة حسين حمزة، وعلى الفور بادرت الجمعية لمعرفة مصير هذا الطائر، وأشار سعد إلى أن الطائر يعرف باسم “صقر الجراد ويعرف بـ Common kestrel، واسمه العلمي Falco tinnunculus”.
وبالعودة إلى القائمة الحمراء Red List لـ “الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة” International Union for Conservation of Nature الـ IUCN، فإن هذا النوع من الطيور “آخذ في التناقص” ويقترب من عتبة “الفئات الضعيفة” تبعا لأعداده، إذ سجل تراجع في أعداده بلغ 10 بالمئة في عشر سنوات.
وتتعدد الآراء حوله بين من يقول أنه معرض للانقراض، وبين من يقول أنه مهدد، وفي كلا الحالتين ما هو مؤكد في هذا المجال أن أعداده تتراجع على نحو بدأ يثير اهتمام الجهات المعنية بحماية الأنواع المهددة”.
وقد عاينت الجمعية الصقر، واتصلت برئيس “مركز التعرف على الحياة البرية في مدينة عاليه” الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية – كلية العلوم البروفسور منير أبي سعيد، فأكد استعداده لاستقباله ومعالجته، بعد أن تبين أن مصاب بطلق ناري في جناحه ما أقعده عن الطيران، وهو الآن يحظى بعناية طبية من Green Area مؤقتا، ريثما يتم الاتفاق على نقله إلى أحد المراكز المختصة، خصوصا وأن لا خطر على حياته، ويتناول طعامه بانتظام ويحظى برعاية يومية. 
 
مهدد بالانقراض وبحسب الموسوعات العلمية، فهذا الصقر يعرف باسم العوسق أو العاسوق، ويسمى أيضا بـ “صقر الجراد”، ويتواجد بكثرة في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا، يمكن لهذا الطائر أن يكون بعدة ألوان، وهو أصغر من الباز، خفيف الطيران سريع الإقلاع.
يسمى في المغرب “بو عميره”، وهو منتشر كثيرا هناك، ويمكن مشاهدته في المدن الكبيرة كالدار البيضاء. ويسمى في المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية باسم “الشبوط”. وبحسب الموسوعات العلمية أيضا، هو صقر صغير الحجم يقتات على القوارض والحشرات، ولهذه الطيور نظر ثاقب فتحوم فوق الأراضي المكشوفة راصدة طعامها ومفلطحة ذيلها بينما يخفق جناحها بسرعة، وطيور العوسق هي أكبر الطيور التي يمكنها أن تحوم لفترات طويلة، وخلافاً للطيور الطنانة فهي بحاجة إلى رياح مقابلة لطيفة لتبقيها في الجو، يمكن لطيور العوسق الشائع أن تستولي على أعشاش طيور أخرى، وهي تضع حتى خمس بيوض في السنة في حضنة واحدة، ويمكن للفراخ أن تطير بعد شهر من التفقيس.
ويعيش في البيئات الصحراوية والمدن والمزارع، ويتغذى على الحشرات والقوارض كالجربوع، وهو طائر مهاجر، يسمى الذكر “ترمة” والأنثى “شرياص” وهو مهدد بالانقراض، بحسب بعض المراجع العلمية. 


فاديا جمعة
Greenarea