طائرات أميركية في مطار رياق العسكري لدعم لبنان في معركته ضد الإرهاب
 

لفت أنظار الأوساط السياسية في لبنان الإعلان عن هبوط طائرة عسكرية أميركية، هي الثانية في خلال أسبوع، في مطار رياق العسكري لتفريغ مساعدات عسكرية عاجلة للجيش اللبناني.

واعتبر المراقبون أن واشنطن عازمة على تنفيذ وعودها في شأن دعم لبنان عسكريا في مواجهة الإرهاب وهي تبعث بإشارات دعم للحكومة اللبنانية ومؤسستها العسكرية.

وكان الجيش قد أعلن مؤخرا عن تنفيذ عملية دهم في بلدة عرسال أسفرت عن توقيف 10 عناصر متطرفة، ومقتل حسن المليص الأمير الشرعي لداعش في القلمون السورية.

والمليص هو أبرز منفذي الهجوم على مقرات الجيش وقوى الأمن في البلدة عام 2014 والذي نجم عنه خطف مجموعة من العسكريين لا يزال مصيرهم مجهولا.

ويقوم الجيش اللبناني بعملية أمنية واسعة في جرود القاع ومنطقة رأس بعلبك ضد مواقع العناصر المسلحة في المنطقة.


دوري شمعون: المساعدات الأميركية لترسيخ دور وحضور الجيش اللبناني
ويسجل استخدام المروحيات والمدفعية الثقيلة في هذه العملية التي أسفرت حتى الآن كما تشير بعض المصادر عن سقوط أكثر من عشرين قتيلا في صفوف الجماعات المسلحة.

وتربط بعض التحليلات بين ارتفاع وتيرة المساعدات الأميركية للبنان في هذه المرحلة وبين العمليات التي يخوضها الجيش اللبناني ضد الإرهاب. وترى في الأمر مؤشرا على وجود نية أميركية بالتعامل مع الجيش اللبناني بوصفه طرفا أساسيا في مشروع محاربة الإرهاب في المنطقة.

وتلفت قراءات أخرى إلى أن هذه المساعدات العاجلة التي تقدمها واشنطن إلى الجيش اللبناني ما هي إلا رسالة أميركية موجهة إلى إيران وحزب الله، وهي تقول بوضوح إن الجيش اللبناني، وليست الميليشيات التابعة لإيران، هو المكلف بحفظ الأمن ومحاربة الإرهاب.

ويضرب هذا المسار الأميركي الجهود التي كان حزب الله يبذلها من أجل انتزاع شرعية دولية من مدخل محاربة الإرهاب، كما يقطع الطريق على الحجج التي تبرر وجود سلاحه لعدم قدرة الجيش على الدفاع عن لبنان.

ولا تقتصر الرسالة الأميركية على حزب الله، بل ترجح بعض المصادر أنها تشمل حلفاء الحزب وبشكل خاص رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون الذي سبق له أن أثار لغطا كبيرا بتصريحاته المشككة في الجيش اللبناني وكفاءته.

ويسمح هذا المناخ وفق محللين بإدراج المساعدات الأميركية الأخيرة المقدمة للجيش اللبناني في سياق مشروع محاربة النفوذ الإيراني في المنطقة.

ويشددون على أن تقوية الجيش يعطي الدولة اللبنانية القدرة على الخروج من دائرة الحصار الذي يفرضه حزب الله على قراراتها، ويفعل قدرتها على استعادة قرار السلم والحرب من يده، ومنعه من وضع البلد في مواجهة مع القرارات الدولية.

ويعتبر النائب عن حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون أن المساعدات الأميركية تأتي في سياق “التأكيد على الدعم الأميركي للجيش اللبناني وحضوره، بعد أن ساد انطباع عام بتخلي الولايات المتحدة عن لبنان”.

ويؤكد أن وصول المساعدات عبر مطار رياق العسكري جاء “استجابة لطلب الجيش، بغية الحفاظ على أكبر قدر ممكن من السرية حول طبيعة السلاح الوارد ونوعه، في حين أن استقدام المساعدات عبر مطار بيروت لا يؤمن القدر المطلوب من السرية وقد يتيح تسريب بعض المعلومات، وهو ما لا يتناسب مع مخططات الجيش وأهدافه”.

ويلفت شمعون إلى أن الجماعات الإرهابية كانت قد نجحت في اختطاف مجموعة من العسكريين وهو ما شكل “خرقا أمنيا بارزا”، وأن السياسة الأميركية “تميل حاليا إلى منع تكرار مثل هذا الخرق وغيره، والسعي إلى منع تمدد الحرب السورية إلى لبنان ومساعدته على الحفاظ على أمنه”.