ما الفرق بين أحزاب الشرق وأحزاب الغرب ؟
 

لو قارنا أحزابنا في عالمنا العربي والإسلامي وبالخصوص في لبنان، بأحزاب الدول المتقدمة، لوجدنا فوارق من أوضحها أنك ترى في الدول المتقدمة، الأحزاب والجمعيَّات واللقاءات تتصارع وتتنافس من أجل هدفٍ واحدٍ هو بناء الدولة والحفاظ على هيبتها وخدمة المواطن والحفاظ على كرامته بينما أحزابنا الإسلامية منها والقومية واليسارية وغيرها من التسميات، تتصارع وتتقاتل وتقتل من أجل مصالحها ومصالح زعمائها،ولو أدَّى ذلك إلى هدم الدولة وسحقها وسحق المواطن تحت شعار الكرامة.

إقرأ أيضا : مولانا القاضي
فارقٌ آخر يستحق التوقُّف عنده  هو تقاتل الأحزاب فيما بينها لهو أكثر بكثير من التصارع في سبيل القضية الأساس والتي يعبرون عنها ب " فلسطين الأم ".
من هنا ما أثبتته التجارب في عالمنا العربي والإسلامي أنَّ أحزابنا قائمة على مصالح طائفية ومذهبية وفئوية وعصبوية،إن لم تكن أغلبها مافياوية ميليشياوية،ومنها باشاوية إقطاعية، من خلال ذلك فمن الطبيعي أن لا تكون دولة قوية ومواطن كريم ـ يكفي نموذجاً العراق ـ فلا نعتقد أنَّ هناك مثيلاً لها من حيث تركيبتها السرابية،فكل أحزاب العالم تخضع لنظام الدولة ودستورها،وتبقى الدولة هي الممثل الوحيد لكل شرائح الأحزاب والتجمعات والمواطنين، ونرى في كل دول العالم تتبادل سفيراً واحداً لدى أي دولةٍ أخرى،فمثلاً في العراق له في كل دولة تربطه بها علاقات ومصالح،له فيها عشرات بل ربما مئات من السفراء والمنتدبين والممثلين، تيار عمار الحكيم ومقتدى الصدر،الجعفري،المالكي،وحتى الأحزاب على تعدادها وتعددها الشيعية والسنية وغيرهم وغيرهم،لكلٍ منهم سفير ورسول وممثل، لا حرج في الأسماء:الجلبي،علاوي،البرزاني،والقائمة تطول وتطول.

إقرأ أيضا : يصدقون الرواة ويكذبون محمد (ص)
في لبنان دائماً هو الأسبق السبَّاق في حرب السبق والسباق،ترى في كل شارعٍ له سفير،وفي كل بلد له ممثل،وفي كل منطقة له سفير،وفي كل محافظة له سفراء وسفراء بل في كل طائفة ممثلين وسفراء باعتبار الطائفية أرقى، لذلك نرى من خلال الأم الحنونة الأمم المتحدة ودول السلام التي تذرف دماً قبل الدمع على ما يجري في عالمنا العربي والإسلامي لو سمحت لهم جميعاً لم يبق مقعداً واحداً في مجلس الأمم،فلكل طائفة عشرات السفراء،ولكل حزب وجمعية وطائفة سفير،إنطلاقاً من مأثورٍ ديني إسلاميٍ وتبنَّته الأحزاب اليسارية،ألا هو:" إن كان القوم إثنان فليأمِّر أحدهما الآخر" وهكذا في لبنان إن كان القوم إثنان فليكن أحدهما سفيراً، نحمد الله تعالى على هذا الوسام الذي فاق سفراء السند والهند،إنها تجارة البشر والحجر والدم ومقاولات الطوائف في عالمنا العربي والإسلامي.

إقرأ أيضا : هذه هي العمائم....!