العقوبات الأمريكية على حزب الله لم تنحصر بالمال فقط بل تجاوزت ذلك إلى الشق الأمني أيضاً فقد تزامن مع ذلك زيارة سرية لمساعد مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) إلى العاصمة بيروت منذ فترة وجيزة وتزامن أيضاً مع مشاركة السفيرة الأمريكية إيليزابيث ريتشارد في حفل تقديم أجهزة مراقبة وتفتيش عالية التقنية في مطار الشهيد رفيق الحريري ما يعني أن السعي الأمريكي للتضييق على حزب الله تعدى الشق المالي ودخل الشق الأمني أيضاً.   
إن المطار يخضع لنفوذ وسيطرة حزب الله تبعاً للمنطقة الجغرافية الموجود فيها ويستخدمه الحزب لتأمين إحتياجاته ومتطلباته وهي ذريعة الإدارة الأمريكية في ما تقوم به في المطار, وبإعتقاد لوجستي أمريكي إن رجال أعمال يقومون بتهريب الأموال في شنطهم ثم يزودون حزب الله بها وأن الأموال تنقل إلى بيروت عبر الرحلات الجوية الإيرانية. بل يعتمد على رسائل تحذيرية تلقتها الحكومة اللبنانية حول تعزيز الإجراءات الأمنية في مطار بيروت. 
ما دفع المهتمين إلى التساؤل حول قيام واشنطن بإعطاء أجهزة المراقبة للأجهزة الأمنية في المطار, تقوم هذه التقنيات بدورها بجمع المعلومات عن المسافرين والتي تقوم المخابرات الأمريكية بالولوج إلى هذه المعلومات عبر بوابات إلكترونية رقمية لإنتهاك خصوصية المسافرين.
وإن ما تقوم به الإدارة الأمريكية يتعدى المجال الخدماتي والرحلات الجوية, بل يظهر محاولة واشنطن لإعتماد سياسة هز العصا في علاقتها مع بيروت ويظهر ذلك من خلال أجهزة التفتيش ال"ray-X" المتطورة جداً التي تختص بتفتيش الأمتعة والصناديق, في منطقتي الشحن والمسافرين, مع تلويح أمريكي بإيقاف الرحلات الجوية بين واشنطن وبيروت كما تم التلميح له العام الماضي في الصيف.
كما كانت الحكومة اللبنانية قد أقرَّت بتوفير أجهزة مراقبة للمطار بقيمة 25 مليون دولار أمريكي, قد تكون من ضمن الهبة الأمريكيَّة, من ضمنها أجهزة لمراقبة لآليات والمركبات, إضافة إلى قرار بنصب حوالي 900 كاميرا مراقبة متطورة على كامل حرم المطار, التي تثير التساؤل خاصَّةً أنها قد تكون موصولة على شبكة الإنترنت. 
وما يزيد الشك في نوايا الإدارة الأمريكية ألأمنية في مطار بيروت هو ارتباطها بالزيارة السرية التي قام بها مساعد مدير جهاز المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) الى بيروت قبل فترة وجيزة, والتي بحث خلالها عوامل الأمن في المطار وكيفيّة توسيع مجال المراقبة فيه وتنظيمِ التعاون والتبادل المعلوماتيّ - الاستخباراتي بين الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة ونظيرتها الأميركيّة. لعل هذه التغييرات في مطار بيروت هي جوهر الخلاف بين الرئيس سعد الحريري مع حركة وحزب الله وخصوصاً أن حديثاً يجري حول أنَّ إبعاد ضباط في قوى الأمن الداخلي مقربين من الثنائية الشيعية قد أتى بسبب إيعاز أمريكي.