كيف سيتصرف حزب الله مع حزمة العقوبات الإقتصادية الجديدة؟
 

يتحضر لبنان لإستقبال حزمة جديدة من العقوبات الإقتصادية الأميركية على حزب الله.
هذه العقوبات هي الثانية بعد الحزمة التي فرضتها واشنطن على الحزب في  ال 2016 وسببت قلقا واسعا في السوق المالي والقطاع المصرفي لم تخل من تفجير إستهدف أحد المصارف اللبنانية.
فتيل التفجير في ال 2016 ضبط بعد تسوية جرت بين حزب الله ومصرف لبنان تم بموجبه إستثناء المؤسسات الإنسانية من هذه العقوبات.
أما اليوم فمروحة العقوبات أوسع في ظل إدارة أميركية جديدة وضعت إيران وحلفائها في المنطقة على سلم أولوياتها مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش ".

إقرأ أيضا : ما هي العقوبات الأميركية الجديدة على حزب الله؟

الحزمة الجديدة:

وأشارت مصادر  صحافية لبنانية على إطلاع واسع بما يدور من نقاشات حول مشروع العقوبات في  الكونجرس الأميركي إلى معلومات تتحدث عن شكل هذه العقوبات وإستهدافاتها وغاياتها.
فهي ستطال كيانات حزب الله المالية والإعلامية والعسكرية بمعنى أنها ستكون شاملة وقد لا تستثنى منها المؤسسات الإنسانية ذات الطابع الخدماتي الإجتماعي والتي إستثنيت سابقا.

إقرأ أيضا : رياض سلامة وفاتورة النجاح ... بين اللعبة السياسية وأثمان التسوية في لبنان
إلا أن الخطر في هذه العقوبات هي إستهدافها للكيان الإعلامي لحزب الله كقناة المنار وإذاعة النور ما سيخلق حرجا واسعا للدولة اللبنانية بالدرجة الأولى من حيث كيفية التعاطي مع هذه العقوبات.
وفي قراءة سريعة للكيانات المستهدفة داخل الحزب يتبين أن إدارة الرئيس دونالد ترمب ستتطرف كثيرا في فرض هذه العقوبات وفي تنفيذها وستحاسب المقصرين تبعا لقوانين وزارة الخزينة الأميركية التي تفرض عقوبات إقتصادية على أي طرف يخرق أي عقوبات أميركية على أي كان ويصبح بنظر واشنطن " شريك بالجريمة".

إقرأ أيضا : لائحة عقوبات أميركية جديدة ضد حزب الله.. هل تشمل المصارف؟

حلفاء الحزب في دائرة الإستهداف:

أما الملفت في هذه الحزمة الجديدة هو ما قيل في الأيام الماضية عن نية لدى واشنطن بفرض عقوبات إقتصادية أيضا على حلفاء حزب الله.
وفي هذا الإطار تم الإشارة بالإسم لحركة أمل التي تخطط إدارة ترمب لفرض عقوبات على شخصيات ومؤسسات تابعة لها أو تدور في فلكها.
ويقرأ العديد إستهداف حركة أمل في هذه الحزمة على أنه توجه أميركي صارم  للتضييق وخنق حزب الله أكثر حيث تشتبه واشنطن بأن الحزب إستطاع في الماضي التحايل على العقوبات السابقة من خلال " وسطاء " ينتمون لحركة أمل سواء كانوا أشخاص أو شركات.

إقرأ أيضا : كيف سيتصرف رياض سلامة مع العقوبات الأميركية الجديدة على حزب الله؟
أما سياسيا فتطمح واشنطن إلى التضييق على البيئة الداخلية الأولية للحزب " البيئة الشيعية " ونقل كرة الصراع ورفع صوت " المعارضة " إلى داخل أوساط هذه البيئة كونها قاعدة الدعم اللوجستي والبشري والمادي الأقوى  للحزب وبحال فقدت هدوئها وسلامها سواء على المستوى المادي أو الإجتماعي فإنها ستنعكس سلبا على أداء الحزب في عدة جبهات داخلية وخارجية ، ومن هنا قسوة هذه العقوبات هذه المرة.
لكن ليس من المرجح أن تقف هذه العقوبات عند حركة أمل فقط بل سيصل سيفها إلى رقاب حلفاء حزب الله في البيئة المسيحية " التيار الوطني الحر وتيار المردة ".
وهذه الخطوة فيما لو نفذت فإنها ستحول الصراع إلى مستوى أوسع وستضيق الخناق على الحزب أكثر.

إقرأ أيضا : العقوبات الأميركية الجديدة تطال حلفاء حزب الله المسيحيين!
وبالتالي ستطال العقوبات البيئتين الأولى " الشيعية " والثانية " المسيحية " المتحالفة مع الحزب وفي حال فقدان السيطرة عليهما فإن حزب الله سيكون بوضع لا يحسد عليه خصوصا أن باقي البيئات اللبنانية " الدرزية والسنية وجزء من المسيحية " هي في الأصل على خلاف مع توجهات حزب الله.
ولكن هذا لا يعني أن العقوبات سيتأذى منها الحزب وحلفائه فقط في حال إقرارها في أيار بل أن مروحة الأذية ستطال جميع اللبنانيين مباشرة أو غير مباشرة وسواء كانوا حلفاء للحزب أو مخالفين له للتقارب الشديد في المصالح والجغرافيا بين كافة اللبنانيين.

 

ومن هنا كان تحرك المصرف المركزي اللبناني برئاسة الحاكم رياض سلامة  لعلمه بخطورة هذه العقوبات وإنعكاساتها على كافة اللبنانيين والسؤال هو: هل سيستطيع الحاكم أن يحيد تأثير هذا العقوبات عن باقي اللبنانيين ؟ وهل سيستطيع حصرها في الاهداف الأساسية لها ؟ وهل سيخفف وطأتها وتأثيرها على حزب الله وحلفائه؟

إقرأ أيضا : أربع صفحات من العقوبات المالية على حزب الله... فهل أخطأ رياض سلامة؟
يجيب عن هذه الأسئلة بعض الخبراء الذين يرون بأن الحاكم يستطيع فعل ذلك أما آخرون فيرون أن الأمر مستحيل إلا في حال تكرار تسوية ال 2016 مع تفهم أميركي للوضع اللبناني الدقيق لكنهم يضيفون أن في السابق كانت إدارة الرئيس باراك أوباما التي  تفهمت  الوضع اللبناني وأيضا تفهمت  مصلحة واشنطن حينها في عدم التأثير سلبا على الإتفاق النووي الإيراني  الذي تضمن رفع العقوبات الإقتصادية عن إيران أما اليوم فهناك إدارة ترمب التي تطمح إلى مواجهة إيران وحلفائها في العالم.

إقرأ أيضا : تحذير من عقوبات إقتصادية أميركية على لبنان والسبب حزب الله
وهنا يبرز السؤال الأهم : كيف سيتصرف حزب الله مع هذه الحزمة الجديدة ؟ وهل سيتعاون مع المصرف المركزي ؟ هل سيواجه على قاعدة " عليي وعلى أعدائي " أم أنه يمتلك خيارات أخرى للتحايل على العقوبات وإنقاذ نفسه؟
الأجوبة على هذه الأسئلة هي من ستحدد حجم تأثير هذه العقوبات على اللبنانيين بشكل عام وحزب الله بشكل خاص.