أظهرت أرقام وزارة الداخلية الفرنسية أن مرشح الوسط إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان تصدرا الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة بعد انتهاء فرز الأصوات ليتأهلا إلى الجولة الثانية التي تجرى بعد نحو أسبوعين في السابع من ايار المقبل.
وقالت الوزارة في بيان لها إن ماكرون حصل على 23.75 بالمئة من الأصوات بينما حصلت لوبان على 21.53 بالمئة وحصل المرشح المحافظ فرانسوا فيون على 19.91 بالمئة في حين حصل المرشح اليساري جان لوك ميلينشون على 19.64 بالمئة.
 وبحسب وكالة "رويترز" فانه وعلى الرغم من أن ماكرون البالغ من العمر 39 عاماً حديث عهد نسبيا على الساحة السياسية ولم يتقلد مطلقا منصبا عن طريق الانتخابات توقعت استطلاعات الرأي فوزه في الجولة الثانية بسهولة أمام لوبان البالغة من العمر 48 عاماً.
وتمثل نتيجة انتخابات التي جرت امس بحسب "رويترز" هزيمة ثقيلة ليمين الوسط وليسار الوسط اللذين سيطرا على الساحة السياسية الفرنسية لنحو 60 عاما كما أن النتيجة تقلل من احتمال حدوث صدمة على نطاق ما حدث بعد تصويت بريطانيا في يونيو حزيران الماضي على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وفي خطاب النصر قال ماكرون لأنصاره "غيرنا في سنة واحدة وجه السياسة الفرنسية". ومضى يقول إنه سيأتي بوجوه جديدة لتغيير النظام السياسي القديم إذا اختاره الناخبون.
وفي إقرار بالهزيمة حتى قبل صدور الأرقام حث المرشحان المحافظ والاشتراكي أنصارهما على حشد طاقاتهم لدعم ماكرون والتصدي في الجولة الثانية لأي فرصة لفوز لوبان التي يقولان إن سياساتها المناهضة للهجرة ولأوروبا تمثل كارثة على فرنسا.
وأظهر استطلاع أجراه مركز هاريس لاستطلاعات الرأي أن ماكرون سيفوز في الجولة الثانية بنسبة 64 بالمئة وأعطى استطلاع أبسوس/سوبرا ستيرا توقعات مماثلة.
ومع تنفس المستثمرين الصعداء بعد ما اعتبره السوق أفضل نتيجة ممكنة صعد اليورو نحو اثنين بالمئة إلى 1.09395 دولار عند فتح الأسواق في آسيا قبل أن يتراجع مرة أخرى إلى 1.0886 دولار، مع العلم ان هذا السعر هو أعلى مستوى لليورو منذ 10  تشرين الثاني بعد يوم من نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية.
وبعد لحظات من إعلان التوقعات الأولى احتشد أنصار ماكرون عند مركز باريس للمؤتمرات ورددوا النشيد الوطني. وكان كثيرون دون سن 25 عاما مما يعكس جانبا من التأييد لرجل يهدف إلى أن يصبح أصغر رئيس لفرنسا منذ عهد نابليون.
وفي مواجهة المعركة المقبلة أعلن ماكرون أنه سيسعى إلى كسر نظام "غير قادر على الاستجابة لمشكلات بلادنا منذ أكثر من 30 عاما".
وقال ماكرون "من اليوم أريد أن أصنع أغلبية لحكومة ولتحول جديد. سيتألف من وجوه جديدة وموهبة جديدة يمكن لكل رجل وامرأة أن يجد لنفسه مكانا فيها."