توقّعَ البعض من التسجيل الذي عرضه الإعلامي طوني خليفة على شاشة «الجديد»، والذي تخَطّى الـ 700 ألف مشاهدة حتى اليوم أن يشفي غليله ويردّ اعتبارَه بعد أن سجّلَ «ضربة معلّم» حين أوقعَ غريمه بالحفرة التي كانت محضّرة له مسبقاً.

إلّا أنّ التأثّر الشديد الذي لمسناه خلال حديثنا مع خليفة، سواء من اختياره عباراته أو من صوته، أكّد لنا أنّ الجرح ما زال يكويه، وهو عميق في نفسه، وما زال تحت تأثير «ضربة الغدر» التي أعدّها له واحد من أبرز الإعلاميين، والذي من المفترض أن يكون صديقاً «وأن يتعلّم من يوضاس ولا يبيع زملاءَه الكبار بحفنةٍ من الفضّة»، حسب تعبير خليفة الذي كشف لـ«الجمهورية» أنّه عَلم بـ«المقلب» وبمعدّيه وخططهم «بإشارة ربّانية»، ولو أنّ البعض سيهزأون بما يقوله، ولن يصدّقوا أنّ الأمر حقيقة، مضيفاً أنّ هذه الإشارة كانت نقطة الانطلاق التي دفعَته للتوجّه إلى مصر للتأكّد والاستقصاء.

طوني خليفة لا ينطلي عليه، حسب تعبيره، البيان الذي أصدرَته إدارة البرنامج، وفحواه أنّ نيشان استقال من البرنامج وأبدى رغبةً بعدم بثِّ أيّ حلقة من الحلقات التي صوِّرت.

ويَعتبر خليفة أنّ المعنيين اليوم هم في أزمة، خصوصاً أنّهم كانوا قد صوَّروا 3 حلقات فقط، وأنّ نيشان بعد الواقعة لن يستطيع بعد اليوم استقدام أيّ فنّان أو أيّ اسم كبير إلى البرنامج بعدما لُطِّخت صورتُه المهنية.

ويوضح خليفة لـ«الجمهورية» أنّ هدفه «لم يكن يوماً الإضرار بالبرنامج، بل الردّ على العمل اللاأخلاقي وغير المهني الذي قام به زميلٌ له من المفترض أن يكون من الإعلاميين الكبار.

مضيفاً أنّ ما لم يستوعبه حتى اليوم هو أنه ما يزال ينتظر مِن القيِّمين على البرنامج توضيحاً، أو اتّصالَ اعتذارٍ من نيشان الذي لم يَفعلها حتى الآن، «علماً أنّني وقبل قراري بعرضِ التسجيل اتّصلتُ بالمعنيين مطالباً بتوضيح، وكان الردّ أنّ نيشان سيتّصل ليوضح، إلّا أنه لم يفعل، ولأنه أكبر ولأنه أراد استحضاري «لأتبهدلَ»، («وإذا علم لا مشكلة نأتي بغيره»)، ضارباً عرض الحائط بالزمالة والصداقة وقلّة الأخلاق المهنية، الأمر الذي أفقدني صوابي».

ويلفت خليفة إلى «أنّني أهاجم هذا النوع من البرامج منذ 3 سنوات ولطالما طالبتُ بوقفها لأنّها ستسقِط قتيلاً يوماً ما، والقتيل كاد أن يكون أنا هذه المرة، لأنّني لن أتحمّل أن يحصل معي ما حصَل مع بعض الفنانين، ولستُ مضطراً لأن أذَلّ على لسان رامز جلال أو غيره، خصوصاً أثناء وصفِه لضيوفه بالبقر وكرمى لعيون نيشان ولأجل أن يعيش الـEGO ويفكّ عقدته».

ويعتب خليفة بشدّة على الإعلاميات والإعلاميين الذين ناقشوا وعلّقوا على ردّة فِعله ولم يعالجوا الفِعل «فالجميع يسألون لماذا ضخّمها خليفة، وأنا أسأل لماذا لم يسألوا لِمَ فعل نيشان ما فَعله؟ فهل مقبول ما فَعله نيشان وليس مقبولاً ردّة فِعل المجنيّ عليه؟».

ويَطلب خليفة من الإعلاميين «أن يكونوا أكثر حكمةً لأنهم ليسوا المستهدفين في الفخ، ولو كانوا مستهدفين لحاسَبوا على ردّة الفعل وليس الفعل، فالتنظير على الشاشات سهل». ويقول: «طوني خليفة لم يبهدل نيشان، بل طوني خليفة أنقَذ نيشان من 200 مليون عربي كانوا سيَمسحون الأرضَ به لو أنه استمرّ في هذا البرنامج ولو عرِضت الحلقة».

وتوجَّه إلى نيشان سائلاً عن «دوره من «الرسالة الإعلامية»، وما هو مصيرها؟ وهل هو فخور في أن يختم ويتوّج مسيرته الإعلامية بأن يكون مساعداً وسمساراً لرامز جلال؟». وختم: «يجب على نيشان أن يشكرني لأنه لو استمرّ مع رامز فإنّ نهايته المهنية ستكون حتمية».