اظهرت زيارة الرئيس الحريري الى الجنوب تباينا واضحا في العلاقة بينه وبين حزب الله حيث اكد على ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية وما يتبعها قاصدا بذلك القرار 1701، هذا الامر يعني اننا امام تجدد اشتباك واضح بين حزب الله والمستقبل . من جهة ثانية يبدو ان قانون الانتخاب يضغط بشكل قوي على العلاقة بين القوى المنتجة له لذا يجب الاستماع جيدا للرسائل التي اراد الحريري ايصالها..
 

ما حصل أمس في الجنوب دلّ وبشكل واضح على خلل العلاقة القائمة ما بين حزب الله ورئيس الحكومة رغم التعاون الايجابي ما بين الإثنين في موضوعات السلطة وما يخدم الطرفين من إتفاقيات تراعي المصالح الفعلية لكل من الحزب وتيّار المستقبل .
بدد أمس رئيس الحكومة سعد الحريري أيّ وهم حيال السلاح ودور الحزب في الجنوب وكان جريئًا لجهة ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار مع العدو بشكل فعلي وعدم إختراق القرار الدولي 1701 وترك مهمة حفظ الحدود للجيش وحده ودون غيره .

إقرا أيضا: حزب الله يستعيد أمجاد المقاومة؟

طبعاً هذا الكلام ليس بجديد وقد دأب الرئيس سعد الحريري على قوله داخل السلطة وخارجها وما التذكير به إلاّ من باب الردّ السريع على حركة حزب الله الإعلانية في الجنوب وإيصال فاكس صغير للدول المعنية بأن لبنان ملتزم بالقرارات الدولية وبأن الدولة وحدها المعنية في حفظ الحدود والأمن كما أن الرئيس أراد أن يؤكد لمنتخبيه بأنه على مواقفه الثابتة من موضوع السلاح الغير الشرعي لحزب الله .
هذا التباين ما بين حزب الله والرئيس الحريري مؤشر واضح على أزمّة العلاقة وعلى عدم القدرة على التواصل الآمن رغم ما يبديه الطرفان من تعاون في المجال الحكومي وكل من خلال رؤيته للتعاون المطلوب لتصحيح خلل في المسار السياسي  .

إقرا أيضا: قراءات في الغارة الإعلامية لـ «حزب الله»

من هنا جال رئيس الحكومة في الجنوب ورفض تغطية أي عمل لا علاقة للحكومة به و أنه وحكومته على إلتزام كامل بحماية الحدود عبرالإلتزام بالقرارات الدولية وما يتبع هذه القرارات من مسؤوليات مباشرة من قبل الدولة الحريصة على مصالحها الوطنية والتي تستدعي حفظ الأمن لا التخريب عليه .
إذاً نحن أمام تجدد إشتباك بين حزب الله وتيّار المستقبل ومن مع الأخير من أطراف سياسية غير مؤمنة بشرعية سلاح غير سلاح الدولة وعلى الخط الأزرق أي أن هناك رفض لأيّ عمل موظف لصالح إيران بواسطة تحريك ساحة الجنوب وجعلها مهتزة بوجه العدو لدفعه الى العدوان الذي لا طائل لأحد على إحتمال نتائجه خاصة وأن إدارة الرئيس الأميركي تلوح بأوراق الاتفاق النووي لتوقعها على أرض العودة الى الإختلاف مجدداً حول دور إيران النووي ولا يصح الردّ على ذلك من جنوب لبنان .

يبدو أن قانون الإنتخاب يضغط بشكل قوي على العلاقة بين القوى المنتجة له بشكل يدفع الى إظهار مواقف حادة في مواضيع حسّاسة من شأنها أن تصدع من جُدر التحالف المؤقت إذا لم يلم الموضوع بشكل متوازن ومتوازي مع مصالح المتحالفين فسكوت التيار الوطني الحرّ وعدم مناصرة حزب الله في الجنوب والاستماع جيداً لموقف رئيس الحكومة في جولته الجنوبية مع الوزير المختص وقائد الجيش رسالة غير مُشفرة لتسهل قراءتها ودون تأويل يًذكر بأن قانون الانتخاب وعدم تطيير الانتخابات الى أكثر مما طارت حجرعثرة كبيرة بين التيّار والحزب إذا ما بقيّ متردداً ومتأخراً عن تأييد ما يراه التيّار مناسباً في مرحلة الصحوة المسيحية التي سيُبنى على أساسها وتحت سقفها التوازن اللبناني الجديد .