بعد ثماني سنوات من لعبها دور البطولة في مسرحية «أوبرا الضيعة» مع فرقة كركلا في بعلبك، تعود النجمة اللبنانية ألين لحود إلى أدارج بعلبك التاريخية هذا الصيف مع استعادة لـ «الليالي اللبنانية» في حفل الافتتاح في 7 تموز المقبل إلى جانب كل من رامي عيّاش وبريجيت ياغي، كما تعود بطلة «بنت الجبل» إلى الخشبة في عرضين مرتقبين في 20 و 21 تمّوز ضمن فعاليات مهرجان «أعياد بيروت» لهذا الصيف. وعلى عتبة هذين الموعدَين البارزين، تكشف ألين لحّود في حديث خاص لـ «الجمهورية» عن تحضيراتها للمهرجانين وتتحدّث عن تجربتها في استضافة أهم النجوم ضمن برنامج Mix music، كما تكشف أنها ستتولّى بنفسها وللمرة الأولى إخراج كليب أغنيتها الأحدث «يا عيني عليك».«عندما شاركتُ في بطولة «أوبرا الضيعة» مع كركلا عام 2009 كنت أصغر فنانة لبنانية تقف على أدراج بعلبك، وهو إنجاز أعتزّ به لارتباطه بهذا المهرجان العريق في تاريخ الفن اللبناني واليوم اعتزازي مضاعَف بعودتي إلى بعلبك هذا الصيف».

هذا ما تقوله ألين لحود في بداية حديثها لـ «الجمهورية» وتتابع: «شهر تموز يحمل لي فرحةً ومسؤوليةً كبيرتين لأنه يضعني أمام استحقاقين بارزَين في بعلبك من جهة وفي «مهرجان أعياد بيروت» من جهة ثانية من خلال عودة مسرحية «بنت الجبل» لروميو لحود إلى الخشبة في موعدَين ضمن هذا المهرجان الذي تستضيفه العاصمة»؟

وتعترف: «المسرحية عُرضت لـ 5 أشهر ولكننا شعرنا أننا لم نشبع منها وكان الناس ما زالوا يتصلون ويسألون عن الحجوزات عندما توقفنا عن العرض كما أنّ بعض المغتربين الذين يزورون لبنان في الصيف سيتمكنون من مشاهدتها لاسيّما أنها من المسرحيات المحفورة في الذاكرة، وكثرٌ يرغبون برؤيتها مجدداً لاستعادة جزءٍ من هذه الذاكرة الجميلة وأنا سعيدة جداً باستعادة أجواء العمل مع كل الزملاء الرائعين لنضحك سوياً ونتمرّن ونقدّم أدوارنا بشغف وحب كبيرَين للجمهور».

فرصة للجيل الجديد

وعن خطوة مهرجانات بعلبك الدولية بتخصيص الليلة الافتتاحية لجيل الشباب في استعادة لـ «الليالي اللبنانية» تقول: «لا شك أنها خطوة جرئية وإيجابية جداً فجميل أن نمنح أولاد البلد وخصوصاً الجيل الجديد فرصة أن يقدّموا أعمالهم في «بعلبك» وأن يكونوا كما وصفهم المخرج جيرار أفيديسيان حاملي الشعلة بعد العمالقة الذين قدّموا أروع الأعمال في بعلبك، لنكرّمهم بأصواتنا ونكون الصورة الجديدة للفن اللبناني.

لا سيّما أنّ الجيل الجديد يُظلم أحياناً بوضعه إلى جانب أشخاص يقدّمون أعمالاً رديئة، لذلك من المهم أن نكسر هذه الصورة لنقول عبر هذه الليلة الافتتاحية أنّ الجيل الجديد قادرٌ أيضاً على تقديم أعمال راقية بمستوى فنيٍّ عالٍ وضمن إطار يليق به».

وعن مشاركتها إلى جانب رامي عيّاش وبريجيت ياغي تحديداً، تقول: «أحبهما كثيراً وتجمعنا صداقة، ورامي التقيته أخيراً ضمن برنامجي Mix Studio وغنينا سوياً في تجربة مميَّزة وبريجيت أيضاً صديقة وتجمعنا معرفة قديمة بحكم عمل والدها الفنان عبدو ياغي مع عمي روميو لحود ووالدتي سلوى القطريب. وصراحةً عندما سُئِلت عن الفنانة التي من الممكن أن تشارك في هذا العمل الخاص لبعلبك لم أتردّد لحظة وقلتُ اسم بريجيت بحماسة عالية فإلى جانب الصداقة نحن متقاربتان فنّياً ومن الرائع أن يكون بيننا انسجام جميل لأنّ كل ذلك يظهر للجمهور ويصله إحساسه».

إنسجام بعيداً من الغرور

وتشرح أنّ «الهدف الأساسي من الأمسية هو تكريم الفنانين العمالقة الذين قدّموا أعمالهم في «بعلبك» من ملحّنين ومطربين ولذلك سنمرّ على أهم الأغنيات التي اشتهروا بأدائها والتي ما زالت في ذاكرة الناس مطبوعة. وسيتضمّن البرنامج العديد من الديوهات وحتى التريو الغنائي بيننا بالإضافة إلى الأداء المنفرد لكل منا.

وأعتقد أنّ التفاعل بيننا على المسرح وهذه الروح الجميلة في ظل وجود فرقة دبكة مع سامي خوري ستنعكس على العمل ككل، ستُظهرنا بشكل جديد لم يعتده الناس في حفلات المطربين في العالم العربي بشكل عام.

لأنّ الفنان غالباً ما يكون لديه الـ ego أو الاعتزاز بالنفس مرتفعاً، فقليلاً ما يشارك على المسرح مع مطربين آخرين وأنا متحمّسة جداً لوقوفنا نحن الثلاثة على الخشبة واتطلّع لما سينتج عن هذا المزيج الجميل لا سيّما أننا نكرّم الجيل القديم بأصواتنا وروحنا الشبابية».

وعن بعد ألين من الغرور والمناكفات التي تحصل عادة بين الفنانين، تعترف: «لطالما قلتُ إنني في الفن ولستُ في الفن في الوقت عينه، بمعنى أنني فنانة بشغفي الكبير وموهبتي وحبي لهذا المجال ولكني خارج الفن وأجواء المناكفات والنميمة والغيرة والحسد. أنا حقاً أؤمن أنّ الساحة تتّسع للجميع وأنّ لكل منا خصوصيةً تميّزه وإلّا لما كنا كثراً في هذه الدنيا ولكل شخص هويته الخاصة».

أتنافس على الجائزة غيابياً

وعن ترشحها عن فئة أفضل مطربة لبنانية ضمن جوائز الموركس دور، تقول ممازحةً: «أتنافس على الموركس غيابياً فقد علمت بالصدفة من إحدى الإذاعات أنّ اسمي مطروح وأنني وصلت إلى مرحلة متقدمة ولكن لأكون صادقةً مع نفسي ومع الناس أنا فعلياً لم أقدّم أغنية خاصة في 2016 وأغنيتي الجديدة «يا عيني عليك» صدرت منذ أسبوعين فقط. ورغم أنّ الأغنيات التي قدّمتها في «بنت الجبل» تُحتسَب على ما أخبروني، إلّا أنّ الأولوية بالتأكيد هي لمَن قدّم أعمالاً خاصة».

وعن أغنية «يا عيني عليك» تقول: «هي من كلمات روميو لحود وألحانه وتوزيع جوزيف كيروز الذي قام أيضاً بعمل رائع وأنا سعيدة جداً بأصداء الأغنية لدى الناس الذين وجدوها سهلة الحفظ وجميلة.

وقد فاجأنا الجميع لأنه لمجرّد إعلاني أنّ الأغنية لروميو لحود توقّع الناس أن تكون كلاسيكية ولكنهم فوجئوا بها بشكل إيجابي عندما وجدوا أننا قدمنا أغنية شبابية إيقاعية سريعة ولكنها راقية في الوقت عينه»، كاشفةً «هذه المرّة سأعود إلى اختصاصي الأساسي الذي درسته بين لبنان والخارج وهو الإخراج وسأقوم بنفسي بإخراج الفيديو كليب لأنّ الأغنية تشبهني إلى حدٍّ بعيد وأودّ أن أقدّمه برؤيتي الخاصة».

أهم النجوم في Mix Music

أما عن تجربتها ضمن برنامج Mix Music الذي استضافت فيه أهم النجوم فتقول: «أبحث دائماً عن التنوّع وحريصة أن تشكل أيّ خطوة في مشواري المهني نقلة نوعية لي وقد اكتشفت نفسي في تقديم البرامج من خلالها وفي الوقت نفسه حافظت على طبيعيتي وهويتي الفنّية.

وعفويتنا أنا وخالد سليم في التقديم أراحت الفنانين المشاركين وسمحت للناس باكتشاف نجومهم المفضلين بصورة مختلفة وعلى طبيعتهم في الكواليس وأثناء التصوير، وقد حققت الديوهات التي قدمناها في خلال الموسمين أصداء رائعة لدى الناس الذين تشاركوها بكثافة على المواقع الاجتماعية، فالبرنامج بعيد من الحوارات الفنّية التقليدية ونسعى لتقديم مادة موسيقية جميلة ونسلّط الضوء على جوانب من شخصيات النجوم الضيوف فزمن الفضائحية ولّى ولم تعد حتى تحظى باهتمام الناس، والمشاهد بات يبحث عن مادة ترفيهية راقية ولا يكترث كثيراً إلى خصوصيات الضيف ومشاكله».

وتكشف عن توقها إلى التركيز على المسرح بالدرجة الأولى حالياً في مشوارها المهني معتبرةً أنه الأساس لكل عمل فنّي وتفصح أنه يتم التشاور حالياً في خصوص مشروع مسرحي جديد لم تتّضح بعد تفاصيله معتبرةً أنّ الأحلام كثيرة وهي تعتزم تحقيقها بشغف وحب خطوةً خطوة.