السياسية الأميركية الجديدة في العالم في عهد ترامب تسعى إلى إستعادة الدور الأميركي إلى عهده السابق، فهل يستطيع ترامب بسياساته الجديدة إستعادة هذا الدور بالنظر إلى الملفات الساخنة عالميًا؟
 

حتى اللحظة بدت الإدارة الأميركية الجديدة جادة في خياراتها العسكرية كرد على أي تهديد يطال أمنها الإستراتيجي، وعلى أي إستفزاز لسياساتها الخارجية، فبعدما أثبت الرئيس الأميركي دونالد ترامب جديته في التعاطي مع الملف السوري من خلال الضربة الموجهة ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد بإطلاق تسعة وخمسين صاروخ توما هوك من السفن الحربية الأميركية على مطار الشعيرات في محافظة حمص ردًا على الإستخدام الكيماوي للنظام على بلدة خان شيخون وبعد الغارة التي تم فيها إستخدام أكبر قنبلة غير نووية على معاقل داعش في أفغانستان، تتصدر كوريا الشمالية واجهة الردود الأميركية على إستفزازاتها حيث لم يستبعد المسؤولون الأميركيون أيا من الخيارات الوارد إستخدامها للتعامل مع تهديدات بيونغ يانغ بما فيها إمكانية توجيه ضربات عسكرية. 

إقرأ أيضًا: الربع الساعة الأخيرة للنظام السوري
وعلى هذا الصعيد فقد أكد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال زيارة رمزية قام بها إلى المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين الشمالية والجنوبية على أن الصبر الإستراتيجي الذي إتبعته بلاده على مدى عقدين من الزمن في تعاطيها مع كوريا الشمالية قد إنتهت. 
وإتهم بنس كوريا الشمالية بإستخدام الخداع المتعمد والوعود التي لم يتم الايفاء بها وباختبارات نووية وصواريخ باليستية مقابل مبادرات الإنفتاح الأميركي عليها. 
وأشار بنس في تصريح له خلال هذه الزيارة المفاجئة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ستهزم اي هجوم عليها، وسترد بشكل فعال وساحق على أي إستخدام لأسلحة تقليدية أو نووية قد تلجأ إلى إستخدامها كوريا الشمالية. 
وزيارة نائب الرئيس الأميركي بنس أتت على أعقاب عرض عسكري ضخم قامت به كوريا الشمالية حيث عرضت خلاله صواريخ باليستية عابرة للقارات، كما جاءت بعد التجربة الصاروخية الفاشلة التي أطلقتها مؤخرًا. 
وحذر بنس خلال هذه الزيارة التي قام بها مطلع الأسبوع الحالي كوريا الشمالية من إختبار حزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو قوة الجيش الأميركي بشأن المسألة النووية، وأكد على أن جميع الخيارات مطروحة بما فيها الخيار العسكري في التعاطي مع ملفيها الباليستي والنووي. مذكرا في الوقت نفسه بالضربة الصاروخية الأميركية على مطار الشعيرات السوري. وبألقاء اقوى قنبلة على مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية داعش في أفغانستان. 
وكانت كوريا الشمالية وفي تحد واضح للضغوطات الدولية عليها أجرت يوم الأحد الماضي تجربة صاروخية جديدة مع تنامي المخاوف من أنها قد تكون تعد لإختبارها النووي السادس في ظل التوتر الشديد الذي تشهده المنطقة، وكانت كوريا الشمالية أعلنت وعلى لسان المسؤول الثاني فيها، أنها مستعدة للرد على حرب شاملة بحرب شاملة وعلى أي هجوم نووي بهجوم نووي على طريقتها. 

إقرأ أيضًا: العرب ثابتون في عالم متغير
الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهته أكد على أنه لن يسمح لبيونغ يانغ بتطوير صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على بلوغ السواحل الشرقية لأمريكا. 
وعلى ضوء هذا التصعيد رفعت الصين جاهزيتها وأرسلت 150 ألف جندي إلى حدودها مع حليفتها كوريا الشمالية التي لها أيضًا حدود مع روسيا وذلك تحسبًا لأي طارىء. 
أما في روسيا فقد دعا المتحدث بإسم الكرملين ديمتري بيسكوف جميع الأطراف إلى ضبط النفس من أجل تجنب أي عمل يمكن إعتباره إستفزازًا، كما دعا إلى مواصلة الجهود الدولية لتسوية الأزمة. 
لا شك أن الولايات المتحدة الأميركية تريد حماية مناطق نفوذها ومصالحها إلا أنها خلال ولايتي الرئيس السابق باراك أوباما فرطت فيها كثيرًا واليوم فإنها ترى أنه لا بد من وضع حدود للسلوك السوري والكوري الشمالي، وتوجيه رسالة واضحة إلى العالم بأنها مستعدة للدفاع عن مصالحها ومناطقها ضد التوجهات الروسية والصينية سيما وأنها ومنذ أحداث الحادي عشر من أيلول وهي تصارع من أجل ترميم صورتها كدولة قوية، رغم أنها منذ ذلك التاريخ لم تحقق الكثير، فقد أدارت الحرب في العراق بشكل فاشل ثم جاءت مرحلة الإنكفاء الأوبامي وبالتأكيد فإن واشنطن اليوم أمام عالم يتغير في حدوده ونفوذه.