توقعات بأن تضغط واشنطن على طهران من بوابة اليمن بالدرجة الأولى قبل حسم أمر تدخلها في العراق وسوريا.
 
حملت جولة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في المنطقة والتي بدأها الثلاثاء من السعودية رغبة واشنطن في نقل التحالف الإقليمي ضد إيران من مرحلة التصريحات والتعهدات الكلامية إلى التطبيق العملي.
 
واعتبر مراقبون أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسعى لإثبات جديتها في مواجهة أنشطة إيران بمحيطها الإقليمي، ومنعها من استهداف الأمن القومي للدول الحليفة في الخليج العربي، لافتين إلى أن هذا التوجه يهدف إلى تبديد شكوك دول مثل السعودية التي لم تنس بعد مخلفات استراتيجية الرئيس السابق باراك أوباما المنحازة لإيران.
 
ويعتقد سلمان الأنصاري رئيس منظمة سابراك الأميركية أن وضع حد لتدخلات إيران في المنطقة سيكون في أولويات زيارة وزير الدفاع الأميركي للمنطقة، لافتا إلى أنها تعيش إحدى أكثر فترات العزلة السياسية منذ ثورة 1979. وأن هنالك إصرارا إقليميا ودوليا لإيقاف المهزلة الإيرانية عند حدها.
وقال الأنصاري في تصريح لـ”العرب”، “إن انطلاق زيارة ماتيس من السعودية كأول وجهة رسمية ثم الانتقال نحو باقي دول المنطقة له دلالة كبيرة على أن واشنطن تؤمن بشكل كامل بأهمية اعتماد نظرة الرياض في حل كافة النزاعات في المنطقة”.
 
وأضاف أن “السعودية أثبتت على مر التاريخ أنها الحليف الموثوق والمجرب للولايات المتحدة. وأن الأهداف الأمنية السعودية تتطابق مع الأهداف الأمنية الأميركية والعكس صحيح”.
 
ويتوقع المراقبون أن تضغط واشنطن على طهران من بوابة اليمن بالدرجة الأولى قبل حسم أمر تدخلها في العراق وسوريا، وأن توفر دعما قويا لحلفائها الخليجيين ما يجبر وكلاء إيران في اليمن على القبول بحل سياسي على قاعدة القرارات الأممية.
 
وأعلن ماتيس الثلاثاء أن بلاده تدفع نحو إجراء مفاوضات بإشراف الأمم المتحدة لإنهاء النزاع في اليمن “في أسرع وقت ممكن”.
 
ويقول مسؤولون أميركيون إن واشنطن تبحث تعميق دورها في اليمن بتقديم مساعدة مباشرة على نحو أكبر لحلفائها في الخليج الذين يقاتلون الحوثيين المدعومين من إيران وذلك في تحرير محتمل للسياسة الأميركية المتمثلة حاليا في تقديم دعم محدود.
 
وقال جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية البحثي في واشنطن “إيران تمثل بشكل استراتيجي الشاغل بالنسبة للسعودية… الشاغل بالنسبة للسعودية على المدى القريب هو كيفية توجيه رسالة للإيرانيين في اليمن وهي ترغب في الحصول على دعم أميركي كامل”.