على من يضحك إبراهيم الأمين؟
 

وأخيراً أصاب القهر والخوف والغبن الصحافي إبراهيم الأمين ، صاحب رسالة الصحافة المقدسة في جريدة الأخبار، وخرج في ثياب الواعظين، وبأسلوبه المتعالي والمبتذل يتوجّه إلى عون و  نصرالله، بدون لقب الفخامة للأول والسّماحة للثاني، ويعتقد بأنّه في تطاوله هذا سينال صكّ براءة وسماح ممّن أساء إليهم منذ صدور صحيفة الأخبار قبل عشر سنوات حتى اليوم، ولعلّ الامين يظن بأنّنا بتنا غافلين عن تأييد صحيفته وقلمه لخطّ "المقاومة" التي دعمت وصول الجنرال عون لسدّة الرئاسة لما يقرب من ثلاث سنوات، أو أنّه يعتقد أنّنا كنّا غافلين عن سياسة التمييز والشحن الطائفيين التي مارسها جبران باسيل وتياره الوطني وهو يسند ظهره على ورقة التفاهم بين عون والسيد نصر الله، لينتفض حضرة جنابه الآن ويتنبّه لما يحويه خطاب أعوان الرئيس عون من شحنات طائفية مقيتة تظهر في أوراق إعداد قانون انتخاب بائس تعتزم الطبقة السياسية إنضاجه رغم الاختلاف على مقادير السموم التي يمكن أن تتضمنها هذه الطبخة اللعينة.

إقرأ أيضا : أطفال كفريا والفوعة... في عالم الحقّ والخير والجمال

أولاً: الكلام الموجّه للرئيس

المخزي في الرسالة، أنّ الأمين يمُنُّ على عون ونصر الله بتوجيه الرسائل لهما،إلاّ أنّه يُهددهما بأنّ هذه هي الرسالة الأخيرة، ونجا من اتّعظ، وفاز من إقتدى، وليس بعد ذلك سوى القطيعة والهجران، وسيبوءُ الرجلان  بالخسران المبين إن لم يسمعا ما تتضمنه الوصية أو الموعظة الأخيرة للأمين، وهو المكلّف بالذّب عن الحرُمات، ومن بينها إنتاج قانون انتخاب يُحضّر البلاد والعباد لحرب أهلية جديدة. ومن هو المؤهّل لقرع ناقوس الخطر غير الأمين الذي حلب الدهر أشطُره، وهو المجرّب في كل الخطوب، وعلى (الرئيس) عون أن يقرأ بإمعان الحروف ،فهي من معدن "الإخلاص" ، لا من معدن حاشية الرئيس التي تسكن الحديقة الخلفية وتُشوّه سيرة الرجل، وتدفعه إلى مهاوي الديكتاتورية والفساد والطائفية، وباسم الصليب تبتدع له إنجيلاً مزيفاً، وعلى الرئيس وحده أن يكتشف حامل الإنجيل المزيّف ، وهو بلا مؤاخذة الصهر العزيز وزير الخارجية، إلاّ أنّ الأمين لا ينظر في هذه الأمور ولا يُصرّح، بل يكتفي بالتلميح.

إقرأ أيضا : ١٥ أيار القادم... عُرقوب يخجل من هذه الطبقة السياسية

ثانياً: الكلام الموجّه للسيد حسن

مصاب السيد نصر الله مع الأمين أعظم وأفدح من مصاب الرئيس، فالسيد حامل أمانة الشهداء، وهو أطهر الناس وأفضل الناس وأعدلهم، وأقربهم إلى فكرة "الحقّ ورفض الظلم وكيد المعتدين".وهذا كله بإعتراف الأمين، إلاّ أنّ أشرف الناس بات على شفا حفرةٍ من النار إن لم يتّبع ما ما يدعوه إليه صاحب الرسالة الأخيرة، ويُملي عليه بضرورة رفع صوته وأن لا يكتفي برفع إصبعه، وما باله لا ينتفض ضد أقرب الناس بعد أن جنحوا للظلم بخطيئة عرضية يمكن العودة عنها، بمجرّد الإستماع لنصائح الأمين من فخامة الرئيس وسماحة السيد، وهذه الألقاب من عندي، فقد أغفلها الأمين، وتوجّه للأول بلقب الجنرال والثاني بلقب السيد، بعد أن كان قد جرّدهما من كل لقب في عنوان الرسالة "الأخيرة". 

إقرأ أيضا : الضربة الأميركية كانت ضرورية، إلاّ أنّها غير كافية.

ثالثاً: الكلام الموجّه للطبقة السياسية

بعد أن سطر الأمين رسالته لعون ونصر الله ، يتوجه للطبقة السياسية التي عاثت فساداً ونهباً، متناسياً أنّ الصحيفة التي ينطق بلسانها هي الناطق شبه الرسمي لهذه الطبقة التي يشكو منها،ولا يُعفيه اليوم أن يلبس جلباب الوعظ، الواسع كثيرا عليه، ولو أتيح لنا أن نُوجه رسالة "أخيرة" له، فإنّنا ندعوه لنزع لباس التقوى والعفة، وأن لا يهرف بما لا يعرف، وحبذا لو أنّه إذ كرّر ألفاظ الظلم والظلمة والمعتدين ،لم ينس صاحبه وصاحب مُعلّميه الرئيس بشار الأسد، رأسُ الظلمة اليوم في سوريا المنكوبة، وتذكّر أنّ الظلم مرتعُه وخيم، وأنّه مهما كابر وعاند لن يجني من  الشوك العنب.

إقرأ أيضا : إلى إبراهيم الأمين : أشفق عليك