بدعوة خاصة للغداء، أقيم نهار الأحد في النصف من شهر نيسان، لبّيت الدعوة مع قرب وحضرنا عند  "أبو عوض المقداد" صاحب الدعوة، .والمناسبة هي استرداد دعوة سابقة لعائلة امهز الكريمة،  اعفي عن أحد مطلوبيها للثأر ضمن العائلة العشائرية .
قادتني سيارة رباعية الدفع تعود لأحد الاقرباء لي إلى دارة  (أبو عوض)،  اتصلنا قبيل وصولنا لتأكيد الحضور والاستدلال على الموقع أرسل احد أبناءه بسيارة رباعية الدفع أيضا عند محطة البلدة على عبارة ( عند بو عوض المقداد شرفتو الحقوني) لم أنكر حينها أن قلبي كانت نبضاته تتسارع بسبب هول ما انتظره وما اسمعه عن هذه الاماكن عبر الشاشات 
دخلنا أمراء إلى المكان، (شوادر) عملاقة عند المدخل، استقبلنا الرجل بحفاوة وابتسامة بيضاء كقميصه، اكرر( دخلنا امراء) دخلنا الى غرفة الجلوس عبر تجمعات أبناء البلدة والعاملين المرتبكين بالتحضير والتجهيز لادق تفاصيل ما يحتاجه واجب الضيافة للعائلة والحضور المتنوع من ضباط امنيين ورجال الدين واقرباء واهل البلدة.


كاميرا هاتف ذكي ببضع (ميغا بيكسل ) هي جل ما يحمل في جيب قميصه البيضاء تحت السترة الرسمية ، بالرغم من خروجه عن دائرة المناطقية في اللباس المعتاد في شيوخ العشائر ـ ست شباب يعرف الذين حضروا إلى سفرته المعطاء يحافظ في حديثه عنهم على طراوة سنواتهم التي لا تتجاوز العشرين .علي او عوض هو الابن البكر لأبو عوض هو رجل أعمال يحمل شهادة مصدقة من الدولة اللبنانية . بالشرود في المشهد الاوسع في حلقة مسبقة ب (بروبغندا )انتشرت على “قناة لبنانية ” بعنوان: “بلا تشفير ” تمحور هدفها ومؤثراتها الصورية حول الواجهات المناطقية العشائرية بمخزون اكبر للسلاح الذي يؤدي للموت المحتم
بابتسامة سمراء تؤطر وجهه وبلهجة بقاعية جميلة  يقول "أبو عوض" ( انا جسمي لبيس اي تهمة تطلق أي بنطلون بيتفصل بيطلع قياسي)
ودائما ما تفترى عليه تهم  ليست تليق به، فهذا الرجل قوته كانت بالأمس القريب بكمية ونوعية الضيوف الذين حضرت بعتادها الفكرية على مائدة الغداء التي أقيمت في دارته الكائنة عند اول مفترق للطريق العام للبلدة . استهل الحفل بكلمة الشيخ بكر الرفاعي وشيخ من ال امهز وكان الختام لكلمة "أبو عوض" كانت مختصرة وبلهجة بسيطة تشبه قلوب هذه المنطقة أقيم الغداء وكان حسن الضيافة أكثر ما يذيل حديث الحاضرين بعبارة:" ديارك عامرة يا رب" وفي سؤالنا عن المصدر المادي او التمويل لمثل هذه الموائد الخيرة قال : الأكل عيب الحكي عنه حكيني عن المشاريع الإنمائية . المصدر المالي قلت لك أنه من شركتي المؤلفة من أبنائي وكل له مهام موكلة إلى كل فرد حسب خبراته واختصاصه المهني وهذه الشركة تنسق بشكل دائم مع جهات لبنانية وعالمية تعنى بالشق العمراني والانمائي وهي باسم ابني الأصغر حسام" شركة الحسام للتجارة والتعهدات " وهي مرخصة من الدولة اللبنانية . أما السؤال الذي يتواارد عند خروجي من هذه الديار : لما تلك الوسائل الاعلامية المرئية دائما تصر على تأطير الصورة بصوت السلاح ورائحة الحشيش في هذه الديار العامرة ؟؟؟ دخلنا أمراء وجلسنا أسرى وخرجنا شعراء .... 


( ساجدة شاهين )