العمل الإرهابي الجبان الذي ضرب كنائس المسيحيين في مصر أثناء الصلاة يجب أن يكون حافزًا جديدًا لدى علماء المسلمين للتوعية من مخاطر الإرهاب بإسم الدين و الإسلام .
 

لم يعد التنديد كافيًا إزاء هذا الكم الكبير من القتل والإرهاب بإسم الدين والإسلام، إن ما حصل في مصر من الأعمال الإرهابية تحت مسمى الدين والإسلام، لا يمكن المرور عليه بالتنديد والرفض فقط بل لا بد من رفع الصوت عاليًا بوجه علماء الدين ليقوموا بدورهم في تحرير الإسلام من الفكر الإرهابي الداعشي الذي بات يهدد الوجود المسيحي في الشرق كله، ولا تكفي مع هذه الأعمال الإجرامية مواقف التنديد والإستنكار بل لا بد من تنظيم الحملات الإعلامية المركزة التي تؤكد على أن الأعمال الارهابية هذه ليست من الإسلام في شيء، وأن الذين يقومون بهذه الأعمال هم فئة خارجة على الدين وخارجة على الإسلام، وأن إستنادهم إلى الآيات القرآنية هو إستناد باطل حملة و تفصيلًا.

إقرأ أيضًا: مؤتمر القاهرة خطوة نوعية في وجه التطرف والإرهاب
إن مواقف التنديد الصادرة في العالم الإسلامي لم تعد كافية لأنها لا بد أن تكون مقرونة بآليات صريحة للعمل على الحد من هذا الإرهاب و تماديه فلا بد أن تصاحبها حملات منظمة لمواجهة الواقع، ولا تكتفي بكلمات وسطور قليلة لا يمكن أن تخترق عقول من تم التلاعب بعقولهم.
ما حدث ويحدث في مصر تكرارًا وفي غيرها من الدول، يضعف الثقة بالأنظمة و أجهزتها فهي لم تعد قادرة على المواجهة، فلا بد من مسعى إسلامي حقيقي يقوم به رجال الدين على مساحة الوطن العربي كله ومن مصر تحديدًا التي خرج منها إعلان القاهرة الشهر الماضي ليؤكد على المواطنة وحرية الأديان والتعايش الإسلامي المسيحي في مؤتمر الأزهر وحكماء المسلمين حول "الحرية والمواطنة" وانطلاقا من هذا الإعلان فإن من الضرورة بمكان بدء العمل الفعلي بتوصيات المؤتمر ووضعها موضع التنفيذ لما في ذلك من أهمية كبرى في وضع حد لهذه الأعمال الإرهابية المتمادية بحث البشرية والإنسانية جميعًا.
وينبغي أن تؤدي مواقف الأزهر الشريف الى جانب مواقف الكنيسة إلى مساحة حقيقية للعمل بجد وفعالية لتحرير العقول المريضة بالتطرف والإرهاب.