بعيدا عن الترهات الإعلامية لمحور الممانعة، والصدمة التوماهوكية التي أصابتهم وجعلتهم يتخبطون خبط عشواء، مما جعل من ردات فعلهم على الحدث الضخم، شي يشبه النكات والمزحات التي تضحك الموتى في قبورهم!! بداية من إعتبار أن الضربة على مطار الشعيرات جاءت بالتنسيق مع الروسي ( بالرغم أن  تبليغ الروس لو حصل فهو يعتبر قمة الإستخفاف )، مرورًا بالتقليل من أضرار الضربة (6 قتلى فقط، والقليل من الخردة ) هذا مع الأخذ بعين الإعتبار  معلومات خبرائهم العسكريين بأن هذا النوع من الصواريخ " التوماهوك " لا يستطيع أن  يخطيء !! والكثير من هذه التعليقات الولادية التي نتفهمها ونتفهم شعور مطلقيها.

إقرأ أيضًا:  هههههههههههههههههه
بعيدًا عن كل هذا، تأتي ردات الفعل الحقيقية من موسكو بالخصوص بإعتبارها المعني الأول بالرسالة وإن كانت هي الأخرى لا تعكس إلا الكثير من الوهن والضعف إلا أنها تحمل من المؤشرات الحقيقية الكثير، إبتداء من دعوة مجلس الأمن  للإنعقاد، مرورًا بالإعلان عن وقف العمل ببروتوكول التنسيق حول ضمان الطيران في الأجواء السورية، ووصولًا إلى البيان المشترك مع إيران وحزب الله، يتوعدون فيه بالرد على أي تدخل أميركي في المرة القادمة. 
هذه الخطوات وإن كانت لا تتجاوز هي الأخرى الردود الكلامية، إلا أنها تعكس حقيقة التوجس الروسي الإيراني من " الرسالة " الترامبية شديدة اللهجة، وأن ضربة مطار الشعيرات هو بداية النهاية لمرحلة الإدارة الأميركية القديمة، وأن  التدخل الأميركي في المنطقة لم يعد يختصر على محاربة الإرهاب في الشمال السوري والعراق المرحب به، بل تجاوزه إلى مرحلة عودة الأميركي إلى كامل المنطقة، مما يعني تقهقر النفوذ الروسي والإيراني.

إقرأ أيضًا: خان شيخون، بشار - كويت، صدام
هذا ما حمله معه التوماهوك، والذي فهمه جيدا الروسي والإيراني، يبقى أن الكرة الآن في ملعبهما، فإن هما قررًا الرقص على الأنعام الأميركية كان به، وإلا فإن صليات توماهوكية أخرى أشد وأدهى سوف نسمع بها في القادم من الأيام، مع الإعتقاد بأن أحدًا من اللاعبين لا يرغب بخوض هذه التجربة.