لا يكفي التنديد.
 

ولا يكفي علماء المسلمين ان يقولوا إن هذا الارهاب الذي يجول في العالم ليس من الاسلام، بل عليهم ان ينظموا حملة اعلامية اجتماعية تربوية تؤكد ان أعمال هذا الإرهاب تتعارض مع الاسلام، وان الذين يقومون بها خارجون على الاسلام، وان الاستناد الى آيات قرآنية باطل في هذا المجال. وعليهم ان يصدروا فتاوى واضحة في هذا الشأن ولو نشأت حرب فتاوى بين الفقهاء والعلماء، والارهابيين المتجلببين بالدين. نكاد لا نصدق ان تنظيم "داعش" الارهابي أقوى من كل المنظمات والجمعيات والدول الاسلامية.
ولتخرج أصوات مسلمة متعقلة تقول إن الاعتداء على المسيحيين في العالم العربي وتهجيرهم انما يخدمان الصهاينة، وربما اليهود الذين يصفهم المسلمون بأنهم أعداء الدين. فكيف لا يتحرّك المدافعون عن بيت المقدس لتحرير فلسطين من المحتل، وانما يسعون الى تهجير المسيحيين من مصر وسوريا والعراق وكل أرض عربية؟
مواقف التنديد الصادرة في العالم الاسلامي حتى تاريخه تشبه الصمت لانها لا تصاحبها حملات منظمة لمواجهة الواقع، بل تكتفي بكلمات وسطور قليلة لا يمكن ان تخترق عقول من تم التلاعب بعقولهم.
ما حدث ويحدث في مصر تكراراً وفي غيرها من الدول، يضعف الثقة بالانظمة العربية غير القادرة على المواجهة، ويزيد الشكوك في الرغبة الحقيقية في التصدي، ويدفع الى الخوف من أجهزة تريد التلاعب بمصائر الناس وتثبيت مواقعها والافادة من وجود الارهاب لتنفيذ سياسات وممارسات واجراءات اعتدناها منذ قيام اسرائيل، اذ اضطهدت الانظمة العربية شعوبها رافعة شعار تحرير فلسطين. فلسطين لم تحرر، والانظمة العربية التي تدعمها السلطات الدينية ظلت تمارس طغيانها الى ان ثار معظم الشعوب، فتدحرجت الانظمة ومعها الدول.