دخلت انتخابات الرئاسة في إيران مرحلة جديدة، بعد معلومات أفادت بعزم سادن الروضة الرضوية إبراهيم رئيسي على خوض السباق، لمنافسة الرئيس حسن روحاني الذي يأمل بالفوز بولاية ثانية.
تزامن ذلك مع إعلان رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف أنه لن يترشّح للانتخابات المرتقبة في 19 أيار (مايو) المقبل، مؤكداً أنه سيبذل جهده لفوز مرشح «أنسب من الرئيس الحالي». وتحدث عن «تأزّم الوضع الاجتماعي والاقتصادي» في ايران، محمّلاً حكومة روحاني المسؤولية. وأفادت معلومات بأن قاليباف سيصبح نائباً أول لرئيسي، إذا فاز الأخير في الانتخابات.
في الوقت ذاته، أعلن الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد تأييده ترشّح مساعده السابق حميد بقائي للرئاسة. أتى ذلك في أول مؤتمر صحافي يعقده، منذ انتهاء عهده عام 2013. وأشار نجاد إلى «تفاهم كامل» بينه وبين بقائي وإسفنديار رحيم مشائي، المدير السابق لمكتبه. وأكد أنه لن يترشّح للرئاسة، مرجّحاً حصول بقائي على أعلى نسبة من الأصوات في الانتخابات، ومعتبراً أن لا ذريعة تبرّر لمجلس صيانة الدستور رفض أهلية بقائي لخوض السباق.
وتحدث عن تعرّضه لـ «هجمات طيلة 4 سنوات» من حكومة روحاني، كما اعتبر أن إسرائيل «خططت» لـ «الهجمات التي تعرّض لها» خلال الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009. وأعلن معارضته «كل أنواع الاعتقالات، وإنْ مع خصومي السياسيين».
وخاطب صحافي شاب نجاد قائلاً: «بدّدتُ أفضل أيام حياتي أثناء رئاستك السوداء لإيران»، فعلّق الرئيس السابق أنه لا يتذكّر أن الصحافي كان يعاني من مشكلة، أو أنه عرض مشكلته عليه لتسويتها. واستدرك مشيداً بشجاعته.
ويعقد روحاني مؤتمراً صحافياً الإثنين المقبل، يقدّم خلاله «تقريراً عن الأداء السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي لحكومته»، كما أفاد مساعد له.
وأبلغت مصادر «الحياة» أن إبراهيم رئيسي قرّر الترشح لانتخابات الرئاسة، بعدما درس الأمر مع المرشد علي خامنئي خلال زيارته مدينة مشهد أثناء عطلة عيد الـ «نوروز». وعرض رئيسي مع المرشد المشاورات التي أجراها مع أعضاء بارزين في المؤسسة الدينية في مدينة قم، إضافة إلى شخصيات سياسية وعسكرية إيرانية بارزة، خصوصاً أن المرجع المتشدد محمد تقي مصباح يزدي شجّع رئيسي على خوض المعركة، ودعا جبهة «بايدراي» الأصولية إلى دعمه.
ورجّحت هذه المصادر إعلان رئيسي ترشحه رسمياً غداً، قبل أيام من فتح باب الترشح للانتخابات، بعد استقالته الثلثاء من لجنة الإشراف على الانتخابات، التابعة لمجلس صيانة الدستور. وتحدثت عن مشاورات كثيفة أجرتها «جبهة القوى الشعبية للثورة الإسلامية» خلال اليومين الماضيين من أجل الاتفاق على اختيار 3 أو 5 مرشحين، خلال اجتماع يُعقد اليوم في طهران. وتحدثت عن اتفاق على 5 أسماء، هي رئيسي، ومهرداد بذر باش، النائب السابق لرئيس مجلس الشورى (البرلمان)، وبرويز فتاح، وزير الطاقة في الحكومة الأولى لنجاد، وعزت الله ضرغامي، الرئيس السابق لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون.
لكن الأكاديمي البارز صادق زيباكلام رأى أن لا شخصية أصولية تستطيع منافسة روحاني في الانتخابات، معتبراً أن ترشّح رئيسي يمكّن الأصوليين من «لملمة أوراقهم»، ومستدركاً أنهم عاجزون عن توحيد صفوفهم انتخابياً.
إلى ذلك، أعلن وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي، أن الحكومة عارضت توقيف مسؤولين لقنوات محسوبة على الإصلاحيين على تطبيق «تلغرام»، داعياً إلى تسوية «ودية» لهذا الملف تضمن إطلاقهم. وسخر من تهديد تنظيم «داعش» إيران، إذ سأل: «كيف لداعش الذي بدأ يفقد سيطرته على معقله في الموصل، أن يفكّر بالسيطرة على طهران؟».
في واشنطن، أعلن السيناتور الجمهوري بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، تأجيل مشروع قانون لتشديد العقوبات على طهران، بسبب قلق الاتحاد الأوروبي من احتمال تأثيره في انتخابات الرئاسة الإيرانية.
على صعيد آخر، قُتل شخصان وجُرح 34، بزلزال قوته 6.1 درجة على مقياس ريختر، ضرب جنوب مدينة مشهد، شمال شرقي إيران، ملحقاً خسائر جسيمة بنحو 20 قرية.