قد يكون للوهلة الأولى من قراءة هذا العنوان لا يعني شيئاً، لكنني قصدت به العقل، الذي هو موجود عند الإنسان، ولكنه جسمٌ غريبٌ، لطالما يتسائل البعض ما هو العقل، وأنا معه متسائلاً عن معناه..؟ ما هو...؟. أين هو موضعه في جسم الإنسان..
 

 ما هي صفاته.. هل هو جسمٌ بالفعل.. هل له حيِّزٌ في أعضاء هذا الكائن البشري..؟ أم أنَّه مجرَّد عنوان أو نيشان أو فكرة.؟ هل هو جزء من حياتنا وتكويننا وتجمعاتنا، هل هو الذي قادنا أن نكون من صنفٍ يعترض على الآخر،ولا يحق للآخر أن يخالفنا أو يعترض علينا، أو حتى لا يحق لأحدنا أن يعترض على أحدنا .... لطالما إعترضنا على الأحزاب التي نختلف معها ونصنِّفها،وبعضنا يعتبرها آفة مأساتنا وفقرنا وما حلَّ بنا.

إقرأ أيضا : نستهلك ما صنعه الغرب ثمَّ نلعنهم !!!

وخصوصاً نحن ما يطلق علينا المعارضة الشيعية في وجه سياسة الثنائي الشيعي، فضلاً عن الأحزاب الأخرى..؟ هل هذا العقل ملكة أو صفة يختص بها البعض دوناً عن الكل..؟ من هو العاقل إذن؟

إقرأ أيضا : دعوى ضد القدر

كيف يمكن لنا نحن الذين ننتمي إلى جسمٍ واحدٍ برؤوسٍ عديدة..؟ كيف يمكن لنا أن نعرف العاقل لو قابلناه صدفةً في شارعٍ أو طريقٍ أو في محفلٍ أو في مائدة غداءٍ..؟ هل أصبح العقل شيئاً نادر الوجود في تجمعنا وفي أحزابنا وفي واقعنا المرير، هل نقابل ونتصادف مع الكثيرين من العقلاء في ممارساتنا اليومية ومناوشاتنا الكلامية التي تقودنا بها غرائزنا وعواطفنا التي تتحكم في نفوسنا، أو تلك الكلمات التي يتلفَّظ بها اللسان الذي لا يتجاوز ثلاثة أصابع فيقتل إنساناً طوله بالأمتار.. هل بتنا نفهم بقلوبنا ونشعر ونحس بها لنحكم على فلانٍ بأنه صادق أو طيب، أو ينسجم مع مصلحتنا فنرحَّب به ، أو  نحس بأنَّ فلاناً لئيم وخبيثٍ ولا ينسجم معنا لكي نبتعد عنه ونتجنبه..؟

إقرأ أيضا : الحزب الفرعوني...!

أو حتى في تعاطينا مع بعضنا البعض، أو حتى في السياسة نقول في تلك القرية أو تلك الجمعية أو ذاك التجمُّع أو تلك المعارضة يوجد فيها (جدع، قبضاي) يملك لساناً لاذعاً، أو ذاك الرئيس يملك الطيبة، وذاك يملك الخبث، أو ذاك يملك جبناً وذاك يملك شجاعة... أو في الجانب المقابل والجهة الأخرى، (هؤلاء كذبة وملاوعة، حتى بتنا نكيل بمكيالين، ونعيش بأكثر من لونٍ ووجهٍ.. وأخيراً من أنا حتى أحكم بالعقل والعقلانية، ولكنني أحببت أن أكتب هذه التساؤلات والكلمات لكثرة التصريحات والأخبار ـ طبعاً من وجهة نظري ـ ولكثرة الكتابات الفيسبوكية كلٌ يرى من أنه يكتب عقلاً وحقيقةً، ويسرد الوقائع والأدلة، هذا الذي جعلني أسألكم وأسأل نفسي عن العقل، أين هو، وأين موضعه في جسم الإنسان، أو في جسم الأمة، أو في جسم الأحزاب والجمعيَّات والمعارضات، واللقاءات...!

لربما كان من العقل أن أشارككم في ما يجول في خاطري، علَّنا نجد إجابةً، لأنني ما زلت أثق في فطرة بعض منكمٍ ولخبرتهم الحضارية والإنسانية في تجربتهم الحياتية،التي يستوقفوننا من أول زلةٍ أو كلمة سرحت منا في هفوةٍ فيبادروننا "معقول"،أو عند مناقشة موضوعٍ وأمرٍ غير مفهومٍ، فنراهم يشيرون بأصابعهم إلى جانب "الدماغ" ويسخرون "ولو يا رجل أعقلها أنت"... من هنا لعلَّه مطلوب إستحضار "العقل" الذي هو موجود عند الضرورة، حتى في ثقافتنا الشعبيوية والشعبية.