الزّوجة هي ذلك الكائن الذي يغرس الثقافة والمعرفة في أذهان مجتمعها المصغّر المؤلف من الأبناء وكلّ مَن يمتّ بهم بصلة ، فلو كانت هي ذاتها الفارغة من المعارف وفنون الحياة إنقلبت المعادلة لتصبح هي الكائن الذي يبثّ ما فيه من جهل وتخلّف وهذا من البديهيات التي لا تحتاج للنقاش .
 

ولكي تكتسب ما تحتاجه في مسيرتها المباركة تحتاج لمستلزمات ولممرّ الزاميّ الا وهو القلم والكتاب والبيئة التي تخرجها من كونها أداة للمتعة والإنجاب فحسب الى عالم التّخصّص والإنشغال بما خلقها الله لأجله وهو الفكر والتّدبر لتخرج الى مجتمعها ناضجة عاقلة مستنيرة وبذلك نضمن لإنتاجها البشري الصلاح في الدّنيا ومعرفة الله الحقّة .

إقرأ أيضا : محاولة لإصلاح الفكر الديني
أمّا لو انصبّت الأبواق على فتياتنا للهرب من الكدّ في سبيل تحصيل العلوم الى الفراغ من خلال دعوتها للزّواج من أوّل خاطب أعجب بمظهرها أو القبول بما يدعو إليه بعض الفارغين بالزّواج لمدة زمنيّة معيّنة على أساس أن ذلك هو الحل للتخلّص من الموبقات والزنى على حدّ تعبيرهم فإننا نسير بعائلاتنا الى الإنهيار والى الفحشاء المقنّعة باسم الدّين المتبرّء أصلا ممّا يدعون إليه .
وللعلم إن هذا الشرع الحنيف أحلّ العقود بما فيها العقد الذي له طابع المدّة المؤقّتة لحالات استثنائية ولم يعتبره أصلا كما يظن البعض من أنه الحل التربوي والإجتماعي  للخروج من الأزمات كافة التي لا خلاص لها غير ثَقل ابنائنا بالثقافة والوعي المبكرين وألاّ تنقطع عملية المثاقفة تلك حتى اللحد .

إقرأ أيضا : تشجيع الزواج المبكر ورفض المساواة: كيف يمكن تفسير خطابي نصرالله وخامنئي؟
ومثال الحلول الإستثنائية التي أجازتها الشّرائع والديانات (الطلاق) الذي يُعتبر جائزا ومستحبا في مواضع ولكنّه جريمة في مواضع أخرى وكذا الزّواجين المبكّر والمنقطع في غير الظروف القاهرة التي تجعلنا نستسلم لهما دون اعتبارهما جزءا من منظومتنا الطبيعية في الحياة .
آثرت الإيجاز ولكن ظنّي أن مثل هذه القضايا تستحق منّا التّأمل والروية ونسأل الله هدايتنا الى سبيل الرّشاد .