هذه الأرواح البريئة التي اختنقت اليوم بغاز النظام السوري، والتي انضمّت إلى قوافل شهداء الثورة السورية، وتُلاقيها عذابات السجناء، وآلام المشرّدين والنازحين السوريين في أنحاء المعمورة، وأرواح الذين التهمهم البحر وهم يخوضون غمراته نحو الجنان الأوروبية.
هذه الأرواح تصرخ اليوم من وراء حُجُب الغيب الذي صعدت إليه: لعنكم الله ،ولعنتكم الإنسانية،أنتم ومجلس أمنكم، ومبعوثيكم الدوليّين ، ومُفاوضاتكم المزرية، ومساعداتكم التي لا تُغني ولا تُسمن، لعنكم الله وأنتم تتفرّجون على طائرات بشار الأسد وهي تصُبّ حممها الكيماوية علينا، يا لعار الأمم المتحدة،ومنظمات الأمم المتحدة، ومنظمات رعاية الطفولة ،ورعاية الأمومة، وقبل هذا وذاك يا لعار الفيتو الروسي-الصيني، يا لعار الخذلان الأميركي، من يُصدّق أنّ أفكار ماركس وأنغلز حلّت في الأرض الروسية والصينية في يوم من الأيام، أو أنّ عصر التنوير والحداثة وما بعد الحداثة استوطنت ذات يوم الأرض الأوروبية، أو أنّ الرسالة المحمّدية عبرت حدود الجزيرة العربية واجتازت العراق وانتشرت في بلاد الفُرس، من يُصدّق ذلك وأطفال شيخون النائمين كالملائكة ،استُدعوا على عجل ليدخلوا في ملكوت الله، تاركين وراءهم النظام والمعارضة والفصائل العسكرية المجلببة بلباس الدين، وروسيا وإيران وميليشياتها وتركيا وأميركا ليبحثوا مُطوّلاً في وقف إطلاق النار، والحكم الانتقالي، ومصير بشار الأسد،وتقسيم سوريا، ومصالح إيران وتركيا وروسيا وأميركا، ومن أضاعوا بوصلة فلسطين، ويبحثون عن  سبل الوصول إليها.

اطفال شيخون يرحلون تاركين الموتى يدفنون موتاهم، ويبصقون على دنياكم ومعتقداتكم.