يستعد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد لشن دعاية إنتخابية لصالح معاونه السابق حميد بقائي الذي أعرب عن نيته للترشح في للإنتخابات التي ستعقد في شهر أيار القادم، وقد بدء نجاد منذ شهور بتحركات إعلامية وجماهيرية إستعدادًا لترشيح نفسه ولكن المرشد الأعلى آية الله خامنئي تدخل حينها ومنعه سرًّا من الترشيح مجدداً لأنه يرى لمصلحة الشعب ومصلحة نجاد نفسه في عدم ترشحه، ولم يصغ نجاد لنصيحة المرشد وإستمر في زياراته وخطاباته مما أثار جدلاً حول حقيقة ما جرى بينه وبين المرشد الأعلى سرًّا حتى إضطر المرشد إلى التصريح رسميا بأنه هو طلب من شخص ( وكان يقصد نجاد) عدم ترشيح نفسه حيث أنه يسبب إنقسامات بين صفوف الشعب أي يثير الفتنة.

إقرأ أيضًا: داعش تهدد إيران

وبعد تلك التصريحات اعترف نجاد خلال بيان له بأن المرشد الأعلى منعه من الترشيح متعهدًا بطاعة المرشد الأعلى، ولكن لم تكن تلك نهاية القصة ولم يترك هذا الرجل الساحة الإنتخابية وحاول الإقتصاص من المرشد الأعلى عبر تقديم معاونه السابق حميد بقائي للترشح محاولة لمحاكاة صيغة بوتين ميدفيدف، وقد حاول نجاد تنفيذ تلك الخطة في الإنتخابات الرئاسية الماضية عبر الدعاية لمعاون آخر له وهو رحيم مشائي ولكن رفض مجلس صيانة الدستور طلب ترشيحه وأصيب نجاد في نهاية ولايته بخيبة أمل.

والآن يكرر نجاد نفس السيناريو عبر دفع حميد بقائي إلى الترشيح والدعاية له، بينما يبدو أن ملف بقائي أسوء بكثير من زميله مشائي الذي لم ينجح في الحصول على موافقة مجلس صيانة الدستور، حيث أن بقائي متهم بالتورط في قضايا فساد مالي وقضى شهورًا في السجن قبل الإفراج عنه مقابل كفالة مالية.

ويعرف نجاد جيدًا بأن بقائي لن ينجح في الترشيح وأن مجلس صيانة الدستور سيرفض طلبه للترشح من دون أدنى شك، ولكنه يريد فرض تكاليف على النظام وإزعاج المرشد الأعلى إقتصاصًا منه على منعه من ترشيح نفسه، علمًا بأن أحمدي نجاد ليس وحيدًا وله وجود يتمثل في أكثر من شخص، فتارة يحلّ في جسد رحيم مشائي حلولًا وآخرى في جسد حميد بقائي! وفق تصريحه هو عند ما صرّح بأن مشائي هو أحمدي نجاد وأحمدي نجاد هو مشائي! والآن تتكرر القصة مع حميد بقائي.

إقرأ أيضًا: إيرانيات تسللن إلى ملعب كرة القدم لمشاهدة المباراة مع الصين

وبموازاة ترشيح بقائي، بادر رحيم مشائي بتوجيه رسالة مفتوحة للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي استمالة للإصلاحيين، ولكن الرئيس خاتمي لم يرد على تلك الرسالة، وهكذا يستمر أحمدي نجاد في مواجهته مع المرشد الأعلى الذي تكبد خسائر فادحة جراء دعمه المطلق لنجاد عند ما كان رئيسًا وخاصة في اعتبار حكومته بأنها أفضل الحكومات الإيرانية منذ قرن! بينما لا يشك الخبراء والمراقبون والأكاديميون في أن حكومة نجاد كانت أسوء حكومة رأتها إيران في تاريخها الطويل.