يشكل العلامة الشهيد مرتضى مطهري أحد أبرز رجال الدين في إيران وقد حرص على بث مفاهيم الاصلاح والتغيير على مستوى الفكر الديني والاجتماعي حتى استشهاده إثر عملية اغتيال .
 

لأول مرة وبعد 37 عاما على اغتيال المفكر الإيراني البارز مرتضى مطهري صدر مؤخرا كتاب يحتوي كتاباته في نقد المؤسسة الدينية ورجال الدين وأثار نشر الكتاب امتعاض رجال الدين في مدينة قم، حيث أن تلك الكتابات تضع المؤسسة الدينية أمام نقد قاس من قبل أحد أبرز وجوهها وليس من قبل الأكاديميين العلمانيين. لأن جميع الانتقادات التي وجّهها العلمانيون للمؤسسة الدينية الشيعية لم تتمكن من تحريكها أو دفعها إلى إعادة النظر إلى نفسها بغية الإصلاح والتصحيح.

إقرأ أيضاً: زيارة روحاني لموسكو: منعطف تاريخي

يرى مطهري خلال تلك الكتابات أن المؤسسة الدينية تعاني من الكسل والرخوة وحب الرئاسة ومعارضة إنجازات الحداثة. بالرغم من أن تاريخ تلك الكتابات يعود إلى قبل 50 عاما إلا أن المؤسسة الدينية ورجالها لم تتخلص کلیا من الأمراض التي يشير اليها مطهري و يبدو أنها لا زالت بحاجة إلى النقد الذاتي على غرار ما قام به آية الله مطهري الذي غادر قم بعد إقامة طويلة فيها طالبا وأستاذا للعلوم الدينية وأقام في طهران وأصبح أستاذا بجامعة طهران وكان الرجل مرشحا لأن يحتل موقعا كبيرا في المؤسسة الدينية ويصبح أحد  المراجع الدينيين، ولكنه بعد أن أصيب بخيبة أمل في إصلاح المؤسسة الدينية لم يتمكن من البقاء في قم ولم يتوقف عن نقد المؤسسة الدينية ورجال الدين، 
اعتبر مطهري بأنهم أسسوا قصورا لهم على غرار قصور الملوك، وأصيبوا بآفات أي بلاط آخر يجري فيه تراتبية وترتيبات فاسدة وأهمها حب رجال الدين للرئاسة وخلوّهم عن روح العمل ولهذا يعبر مطهري عن رجال الدين بأنهم أئمة عاطلين وكسولين، و هاربين عن العمل وأنهم عائق أمام أي تقدم ديني.

إقرأ أيضاً:  داعش تهدد إيران

بطبيعة الحال تحسن الوضع في المؤسسة الدينية الشيعية مقارنة مع ما كانت عليه قبل نصف قرن ولكنها لا زالت متخلفة عن روح العصر. لم تتمكن المؤسسة الدينية الشيعية من إنتاج عدد كبير من العلماء المستنيرين العصريين من أمثال العلامة الطباطبائي ومرتضى مطهري ومحمد مهدي شمس الدين ومحمد حسين فضل الله، وغيرهم ممن واكبوا عصرهم وأضافوا الكثير على الفكر الديني وقدموا الكثير للمجتمع الديني.

اغتيل مرتضى مطهري بيد جماعة فرقان التكفيرية في العام 1979ولم يقدر له أن يبقى ويعارض التخلف الكامن في المؤسسة الدينية الصلبة وربما يعرف الآخرون خطورة تطوير أي مشروع لإصلاح هذا المؤسسة ويتجبنون مقايضاته المحتملة.