عشرات المقالات والتحليلات التي تناولت بأدقّ التفاصيل، والأرقام، والتسريبات، والمعلومات الخاصة، والمصادر الموثوقة، والخبريات من شخصيات مطلعة، وجلسات ضيقة، ودوائر عارفة جدا،، عمق الهوة وسوء العلاقة وبعد المسافات بين سعد الحريري من جهة والمملكة السعودية من جهة ثانية.
كلها تبخرت ونُسفت نسفًا  بليلة "ما فيها ضو قمر" مع صعود الرئيس الحريري في الطيارة المروحية الأولى إلى جانب خادم الحرمين من عمان إلى منطقة البحر الميت مكان إنعقاد القمة. 

إقرأ أيضًا: رسالة الخمسة، والقطار المخطوف
لتأتي الصاعقة الكبرى على أصحاب تلك التحليلات ومن خلفهم، مع إنتقال الحريري برفقة الملك وعلى متن الطائرة الملكية إلى السعودية، مما لهذه التفاصيل من مؤشرات ليس أقلها عودة السعودية إلى لبنان من بوابة رئاسة الحكومة هذه المرة، وليس عبر أي بوابة أخرى.  
لا شك أن  صور إستقبال رئيس الحكومة اللبنانية في الرياض، لن تكون محل ترحيب جماعة إيران  في لبنان وإعلامهم الذي كان أبلغ جمهوره عن سحق وإندثار لأي وجود سعودي وهابي تكفيري في المعادلة اللبنانية الجديدة.

إقرأ أيضًا: هل قبل سعد الحريري أخيرا بالنسبية ؟
ومما لا شك فيه أن هذه الزيارة الصاعقة سيكون لها من التبعات وردود الأفعال  في الأيام  القادمة، وحتى تتبلور خطة الدفاع السياسية المرتقبة من جماعة محور إيران، أعتقد أن الخطوة " الإعلامية " الأولى والضرورية جدًا في هذا السياق، سيكون العمل السريع على ترتيب زيارة لفخامة الرئيس ميشال عون إلى الجمهورية الإسلامية الايرانية ،،، إذ لا يُزيل الآثار السلبية لصورة سعد الحريري مع الملك سلمان وما تركته على نفوس جمهور الممانعة، إلا صورة سريعة للرئيس عون مع المرشد الأعلى ،،، وبعدها لكل حادث حديث.