إنطلاقاً من فرض الولايات المتحدة الأميركية عقوبات مالية على نائب الرئيس الفنزويلي السوري الأصل طارق العيسمي على خلفية اتهامه بتهريب المخدرات وتحقيق قناة سي أن أن الأميركية الذي أكّد أنّ السفارة الفنزويلية في العراق تبيع جوازات سفر فنزويلية وهويات لشرق أوسطيين، تناولت مجلة فورين بوليسي الأميركية العلاقة بين فنزويلا وإيران وحزب الله، محذّرةً من تسهيل كاراكاس دخول مقاتلين إسلاميين إلى أميركا اللاتينية.
 

في تقريرها، لفتت المجلة إلى أنّ المعلومات الواردة في تحقيق القناة الأميركية تتطابق مع أخرى أفادت في العام 2003 أنّ السفارة الفنزويلية في سوريا تصدر جوازات سفر لـ"إرهابيين"، وذلك تحت إدارة الديبلوماسي الفنزويلي غازي عاطف نصر الدين الوارد اسمه على لائحة العقوبات الأميركية والمطلوب من مكتب التحقيقات الفيدرالي والمشتبه بعلاقته بـ"حزب الله".

في هذا الإطار، سلّطت المجلة الضوء على تورّط حكام فنزويلا بتجارة المخدرات وعلى الخطورة التي تشكّلها هذه الأنشطة على النظام المالي الأميركي، مذكّرةً بتوقيف قريبين للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في هايتي قبل عامين بعد اتهامهما بمحاولة تهريب 800 كيلوغرام من الكوكايين إلى الولايات المتحدة في تشرين الثاني الماضي وبإدانة وزير الداخلية والعدل الفنزويلي الحالي الجنرال نستور ريفيرول توريس أميركياً في آب الفائت بتهريب الكوكايين.

توازياً، تطرّقت المجلة إلى التعاون بين فنزويلا وإيران إبّان حكم الرئيسين هوغو تشافيز ومحمود أحمدي نجاد، متهمةً كاراكاس بإعانة طهران على التهرّب من العقوبات الغربية التي فُرضت عليها آنذاك عبر مزوالة أنشطة غير شرعية ومنها غسيل الأموال، وتصدير الثورة الإيرانية، ومساعدة "حزب الله" على تثبيت موطئ قدمه بين أبناء الجالية اللبنانية والترويج للعداء الأميركي في أميركا اللاتينية.

عن "حزب الله"، ادعت المجلة أنّه يستخدم أميركا الجنوبية كقاعدة لتمويل شبكاته منذ عشرات السنوات عبر الأنشطة غير الشرعية التي تفيد الحكومة الفنزويلية، معيدةً إلى الأذهان عثور السلطات الباراغوانية على 25 طناً من البوليفار الفنزويلي (العملة الفنزويلية) التي كان أغلبها من فئة الـ100 بوليفار، في منزل تاجر أسلحة كائن في بلدة سالتو ديل غوايرا الحدودية.

في هذا السياق، تحدّثت المجلة عن إمكانية تحويل الأوراق النقدية الفنزويلية- التي فقدت قيمتها بسبب التضخم المفرط الذي يعانيه الاقتصاد الفنزويلي- إلى مئتي مليار دولار عبر تزويرها، نظراً إلى أنّ نوعية الأوراق المستخدمة لصناعتها يُستعمل لهذا الغرض، كاشفةً أنّ تقارير أولية أفادت أنّها كانت معدّة للتدوال في سوق بلدة سيوداد ديل إستي السوداء الواقعة على المنطقة الحدودية بين البرازيل والأرجنتين والباراغواي، حيث يتركّز مَن تزعم الولايات المتحدة أنّهم يزوّرون العملات لصالح "حزب الله".

وفيما ألمحت المجلة إلى ارتباط "حزب الله" بهذه العملية، لفتت إلى أنّ المعلومات ما تزال غير مؤكدة، مشدّدةً على حاجة فنزويلا وإيران إلى هذه العملات المزوّرة، فهي قادرة على مساعدة كاراكاس التي تعاني جراء تراجع مخزونها من العملات الأجنبية من جهة، وعلى الضرر بالنظام المالي الأميركي ما يصب في مصلحة طهران من جهة ثانية.

ختاماً، توقّعت المجلة أن تزيد الأزمة التي تنخر بفنزويلا أعداء الولايات المتحدة قوةً في أميركا اللاتينية، إذا ما بقي مادورو رئيساً، داعيةً واشنطن إلى اتباع سياسية ملائمة للوقوف في وجه هذه التهديدات.

 

("لبنان 24" - Foreign Policy)