كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن مئات المقاتلين السوريين والمستشارين العسكريين الأميركيين الذين تدعمهم المدفعية الأميركية وطائرات الهلكوبتر الهجومية، بدؤوا عملية كبيرة لقطع الطرق الغربية في الرقة.
 

وبحسب الصحيفة التي نقلت عن مصادر لم تُسمّها، فإن قوات أميركا بدأت بنقل مقاتلين سوريين إلى غربي الرقة، في إطار خطة لقطع الطريق أمام مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" الذين يسيطرون على المدينة.

وهذه هي المرة الأولى التي تقوم بها واشنطن بمهمة قتالية من هذا النوع في سوريا ضمن حملتها على تنظيم "داعش"، وهو ما يعكس توجه الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب.

ونقلت المروحيات الأميركية مقاتلين "خلف خطوط العدو"، بالإضافة إلى نقل مدافع هاوتزر ومروحيات هجومية من طراز أباتشي. كما تملك القوات الأميركية الموجودة شمال سوريا صواريخ من نوع هيمار.

وتشير الصحيفة إلى أن الخطة التي وضعتها القوات الأميركية تهدف إلى السيطرة على سد الطبقة على نهر الفرات قرب بحيرة الأسد، ومطار محلي بالقرب منها، حيث شهدت الساعات الأولى لعملية الإنزال الأميركي مواجهات عنيفة مع مقاتلي التنظيم، في وقت نفى فيه مسؤول أميركي أن تكون قواته قد شاركت مباشرة في تلك المواجهات.

الكولونيل جوزيف اسكروكا، المتحدث باسم القيادة الأمريكية في بغداد، قال إن القتال متواصل للسيطرة على سد الطبقة، متوقعاً أن تستمر المواجهات عدة أسابيع، مؤكداً أن العملية تهدف إلى السيطرة على السد وعلى المطار.

وأوضح اسكروكا أنه ومع اقتراب موعد انطلاق معركة الرقة، فإن التحالف الدولي كثف خلال الأشهر الأربعة الماضية من ضرباته الجوية، مبيناً أن أكثر من 300 غارة جوية تم تنفيذها على مواقع تابعة للتنظيم في الرقة.

وتابع الكولونيل الأميركي أن "العملية فاجأت مقاتلي التنظيم، تم نقل وحدات مقاتلة سورية إلى منطقة قرب السد وتحديداً إلى الجنوب منه، لقد نجحنا في نقل 500 مقاتلي سوري ونشرهم هناك"، إلا أن مصادر أميركية أخرى تحدثت أن العدد ربما يكون أكثر من ذلك بكثير.

التلفزيون الرسمي السوري، قال إن ما لا يقل عن 30 مدنياً قُتلوا في غارة لطيران التحالف الدولي على مدرسة في منطقة ريفية، الثلاثاء الماضي، واعترف مسؤولون أمريكيون بوقوع الغارة دون تأكيد صحة التقارير التي أشارت إلى وقوع قتلى في صفوف المدنيين.

ولم تُكشف تفاصيل مهمة عن العملية، ومن ضمنها عدد المقاتلين السوريين والمستشارين الأميركيين.

وبحسب محللين، فإن العملية الأميركية تهدف إلى تكرار سيناريو معركة الموصل في العراق، حيث جُمع بين القوة التقليدية الأميركية والقوات المحلية على الأرض.

ورغم التباينات بين الجماعات المحلية في العراق، من قوات حكومية وقوات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية، فإن هناك عامل تعقيد آخر بسوريا يتمثل في الموقف التركي من الدعم الأمريكي للأكراد بسوريا.

ولطمأنة تركيا، قال مسؤولون أميركيون إن العرب يشكلون ما نسبته 75% من المقاتلين الذين تم نقلهم إلى الطبقة غربي الرقة، مع الاعتراف بأن هناك وجوداً كردياً بين تلك القوات التي تم نقلها.

وعلى الرغم من تحركات القوات الأميركية، فإن مراقبين يرون أن إدارة ترامب لم تخرج إلى الآن عن الخطوط الرئيسية التي سارت عليها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ومن الواضح أن هناك مرونة أكبر في التعاطي مع الوضع السوري.

عملية الرقة، إشارة إلى أن العمليات الخاصة الأميركية وتقديم الدعم اللوجيستي للقوات المحلية على الأرض ستتواصل، رغم أن هناك ارتفاعاً في أعداد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء العمليات الأميركية الأخيرة.

 

 

(نيويورك تايمز ـ الخليج اونلاين)