فيما باتت الابتسامة في لبنان شاحبة، مشلوحة في زاوية داكنة كقطعة قماش تحنّ إلى جسد، يأتي شابٌ لبناني بعدّة العلم والفنّ ليصممّ ابتسامات تكسو وجه لبنان واللبنانيين بخيوط الابداع وخيطان التفوّق. وفيما تهاجر الأدمغة ويودّع لبنان شبابه على مطارات اليأس، يختار طبيبٌ لبناني أن يبقى، رغم ما "اقترفت" يداه من ابتكار ثوريّ في عالم تجميل الأسنان، حوّل لبنان منافساً شرساً لهوليوود، عاصمة الابتسامات البيض.

الدكتور الياس أبو طايع، شابٌ لبناني أنهى دراسته الجامعية مُتخصصاً في تجميل الأسنان في لبنان، وتنقّل بعدها بين أبرز الدول الأوروبية والأميركية الرائدة في هذا المجال حيث تدرّب تحت إشراف أطباء عالميين مُكتسباً الخبرة والمهارة، ومُلاحقاً شغفه الاساسيّ حدّ أن نجح في العام 2013 بتطوير تقنية خاصة به، تعدّ ثورةً في عالم تجميل الأسنان!

يحدثنا د. أبو طايع من "مركزية كلينيك" في وسط بيروت، وقد استرق بعض الوقت من نهاره المزدحم بالمواعيد و"تصاميم الابتسامات"، شارحاً عن تقنية حديثة الولادة من توقيعه تدعى Mineers Smile ومتباهياً بكونها تنافس الـ"Hollywood Smile" التي يلجأ اليها معظم الناس حول العالم، بل مؤكداً أنها تتفوّق عليها!"

 

يقول أبو طايع لـ "لبنان24": "مينيرز سمايل" هي خلاصة سنوات من التدريب والمتابعة أمضيتها في الخارج بحيث جمعت تقنيات مختلفةمعتمدة

من قبل أطباء متخصصين عدة في تجميل الأسنان فابتكرت تقنية خاصّة تحمل بصمتي".

وتقوم"المينيرز سمايل" على منح كلّ شخص ابتسامة خاصة به تليق بملامح وجهه وبالحالة التي يريد كلّ شخص أن يعكسها عن طباعه، على عكس الـ "هوليوود سمايل" التي تمنح ابتسامات متشابهة من حيث شكل الأسنان ولونها.

وبحسب د. أبو طايع، تتميّز هذه التقنية عن سواها بشقيّن أساسيين، الأول يتعلق بتصميم ابتسامة خاصّة بكل شخص تحاكي شخصيته وطباعه والصورة التي يريد إظهارها عن نفسه، بالإضافة طبعاً إلى تناسُبها مع تكاوين الوجه وشكله، والثاني تقنيّ بحيث بتنا قادرين على تجميل الأسنان من دون بردها (90% من الحالات) وبالتالي من دون وضع مخدّر، كما بنوع السيراميك المستخدم وهو من أفخر الأنواع وأجملها.

ويشرح أبو طايع أنّ الأساس في "مينيرز سمايل" هو تصميم ابتسامة تحاكي نفسية الشخص، وعليه طوّر برمجية تساعده على الوصول إلى الهدف المرجوّ بطريقة مضمونة وواضحة.

يؤكد أبو طايع أن ابتكاره تقدّم خطوة إلى الأمام عن "هوليوود سمايل"، مشددًا على أن بيروت قادرة على أن تكون عاصمة الجمال في مختلف الميادين، وعلى رأسها القطاع الطبي والتجميلي تحديداً.

ويعدّ لبنان عاصمة لعالم التجميل بحيث استطاع أن يستقطب كثيرين من دول الخارج، وهو مستمرّ في ذلك بحسب د. أبو طايع على أمل أن يساهم الوضع الأمني والسياسي في تطوير هذا القطاع.

وبإمكان الراغبين في تجميل الأسنان عبر تقنية "مينيرز سمايل" الانتهاء من ذلك بيوم واحد من دون أوجاع أو مضاعفات. في المقابل، يمكن للشخص "اختبار" ابتسامته الجديدة لأيام قبل تثبيتها نهائياً. ويشرح د. أبو طايع: "حين يأتينا المريض نقوم أولاً بمحاورته من أجل اكتشاف نفسيته ومعرفة أي انطباع يريد أن يُظهره بابتسامته الجديدة، وبعد ذلك نعمد إلى تصويره فوتوغرافياً والاستعانة بالـ Software الذي طوّرناه من أجل انتقاء أفضل التصاميم. وفي ما يُشبه رسم لوحة فنيّة، نطبّق التصميم (مع إمكانية اختيار اللون) على اسنان الشخص لفترة تجريبية (اذا رغب بذلك) قبل تثبيتها نهائياً.

بحسب الدراسات والوقائع، تخدم هذه "العملية" التجميلية بين 10 و15 سنة بشكل مضمون، ويمكن أن تدوم لغاية عشرين سنة (تختلف من شخص إلى آخر تبعاً لعوامل عدة منها النظام الصحيّ).

هذا المزج بين العلم والفنّ الواضح في "مينيرز سمايل" يساعد الأشخاص في الحصول على ابتسامة طبيعية، و"الأهمّ انها قادرة على ترجمة حقيقة الشخص الداخلية...فالابتسامة تشكلّ 40 في المئة من الوجه"، يقول د. أبو طايع.

من ناحية أخرى، يؤكد د. أبو طايع أن عالم طبّ الأسنان يحمل كلّ يوم مفاجآتٍ جديدة وتقنيات حديثة، مشيراً إلى مساهمة الأطباء اللبنانيين الكبيرة في هذا المجال. "أستطيع التماس ذلك من خلال المؤتمرات الطبية العالمية حيث أطباء لبنان في صفوف الريادة والابداع إلى جانب أهمّ الأطباء العالميين".

وعلى سبيل المثال، تمكّن د. أبو طايع من إنتاج خلطة لتبييض الأسنان مضادة للحساسية، إذ كانت المادة المستعملة تستورد من الخارج فتدخلها مواد حافظة، أما اليوم فهو قادرٌ على انتاجها محلياً فتكون طازجة وأكثر فعالية وأقلّ هدراً للوقت.

ويقرّ د. أبو طايع بأن لبنان يئن بسبب أزمات وصعوبات كثيرة. لكنه، اختار أن يبقى هنا واضعاً خبراته وابتكاراته في عهدة أبناء وطنه. في جملة واحدة تؤكد أنه قدوة لشباب هذا الوطن يختم قائلاً: "لبنان بناسو...اذا نحن بقينا بيبقى، واذا فلينا.. بفلّ!