تحت عنوان سؤال إلى اللبنانيين، كتبت صحيفة "اللواء": أوجّه إلى جميع اللبنانيين، دون أي استثناء، ومن بين أسئلة عديدة تضُجّ في خاطري، سؤالاً واحداً لا غير: هل تنوون فعلاً العيش معاً بسلام وطمأنينة وهدوء، في جو من الإستقرار والرخاء والبحبوحة؟

في حال كانت الإجابة بـ "نعم" حاسمة وصريحة وصادقة وواضحة وشفافة... فما هي الخطوات التي ستتبعونها، وماهي التضحيات والتنازلات التي ستقدمونها، والأهم من هذا وذاك هو متى ستفعلون ذلك وتُقدمون عليه دون تردد أو تململ؟

أما في حال التردد في الإجابة، أو الرّد بـ"لا" واضحة كانت أو مُستترة... فأبشّركم بحرب أهلية طاحنة لا تُبقي ولا تذر، ولا مجال لتشبيهها بجميع الحروب الأهلية والنزاعات المسلّحة والصدامات التي سبقت وحصلت تباعاً عام 1840 إلى 1845، و1858 إلى 1860، و1958، و1967، و1969، و1973، و1975 إلى 1990، وبعدها في أعوام 2005 و2006 و2008... ولا أقارنها حتى بحرب عام 1975 الموصوفة بسيئة الذكر و"التي تنذكر وقد تُعاد"!.

للتذكير أيضاً فإن الحرب الأهلية القادمة لن تكون هذه المرّة بين حركة وطنية وقوى إنعزالية، أو بين قوى يمين ويسار، وهي لن تقع بين بيروت الشرقية والغربية، وحتماً ليست حرباً بين المسيحيين والمُسلمين... بل ستكون نزاعاً شرساً استنزافياً إلى آخر رمق على وزن "يا قاتل يا مقتول"، يدور رحاه في كل مدينة ومنطقة وشارع وزاروب ومبنى وبيت، بل وداخل غرف النوم! وهي لن تكون حرباً محليّة بل إقليميّة وربما دوليّة. وأخيراً، لن يكون هناك البتّة أطراف راغبة وتهتم بعقد لقاء "طائف" أو"دوحة" آخر، أو هي قادرة على تضميد الجروح وبلسمتها.

أعود إلى توجيه السؤال مرّة أخرى: أيها اللبنانيون.. هل تنوون العيش معاً؟