أوجّه تحية تقدير إلى كلّ اللواتي والذين لا يقبلون بالإحباط الوطني والسياسي والمجتمعي، ولا يستسلمون له. التقدير خصوصاً إلى اللواتي والذين يعملون بصفتهم جنديات وجنوداً مجهولين.
 

أعني اللواتي والذين يعملون خارج منطق الاستعراض وعرض العضلات، وهم من أجل ذلك ليسوا منتفخين بأنفسهم، ولا يستخدمون الشعارات "المؤذية" للمعايير والقيم، ويترفّعون عن الشتائم والكلام المقذع.
هؤلاء كُثُر، وهم يعملون بتواضع وحكمة وذكاء، وبترفّع عن الصغائر، وانزياح عن ردود الأفعال الصبيانية، من أجل بلورة الأفكار، وتنسيق التحرّك، وجعل الفعل يقع في موقعه المناسب، ولا يطيش عن الهدف.

الحاجة ماسّة إلى حضور هؤلاء العملاني، في واجهات التحرّك، وفي الصفوف الخلفية، كما في التعبير الإعلامي عن الرأي وفي التوجيه على السواء.
ندائي إلى هؤلاء أن يضاعفوا الجهود، من أجل أن يكون الموقف "على الأرض" بعيداً من الانفعال السلبي، لئلا يُستخدَم التحرّك في غير الغاية التي يسعى إليها.
"أعداء" التحرّك كُثُر، ماكرون، خبثاء، دهاة، وأذكياء، وهم يملكون "الأدوات" التي تمكّنهم من زرع الفتن والخلافات، ومن بثّ روح الشقاق، ومن تأجيج تصرّفات "مراهِقة" وعشوائية، ليس التحرّك في حاجة إليها، ولا هي تشرّفه على الإطلاق.
لا تستخفّوا بـ"أدوات" السلطة. إنهم مزروعون في كلّ مكان، وحيث لا تدرون. فلتكن عيونكم عليهم "عشرة عشرة"، لنزع الفتائل التي تشعل الأخضر واليابس في التحرّك، وتحرفه عن غايته النبيلة.

التجارب والتحرّكات السابقة ليست كلّها إيجابية، بسبب هذه "العلّة" بالذات.
أنتم قادرون على الإمساك بالزمام جيّداً "على الأرض"، وبسلاسة، وبرحابة، وبانفتاح، وبعزم، وبصلابة، وبحكمة، في الآن نفسه.
الهدف واضح وبسيط: يجب أن تتراجع السلطة عن غيّها.
السلطة لا توجعها إلاّ الوحدة، وحدة المدنيين، وحدة المناضلين، وحدة التحرّك، ووحدة الأساليب والوسائل، ووحدة الغاية.
ماكينتكم الموحّدة هي التي ستبكّي السلطة، وتجعل أطرافها يحسبون الحسابات كلّها، ويعيدون الحسابات، والجمع والطرح، وضرب الأخماس بالأسداس، لتجنيب طبقتهم السياسية الخسيسة من الوصول إلى الطريق المسدود.

هم يريدون التجديد لأنفسهم، والبقاء في مناصبهم، لمواصلة السرقة والنهب والإهدار.
هم يريدون زيادة الضرائب، وضرب السلسلة، وضرب الموازنة، وضرب الانتخابات و... تحميلكم مسؤولية ذلك كلّه.
فلا تمنحوهم أيّ عذر، ولا أيّ ذريعة، ولا أيّ حجة.
كونوا على قدْر هذه المسؤولية التاريخية، لأن لبنان الدولة، ولبنان الفقراء والشباب والأمل، في حاجة إليكم.
مرةً ثانيةً أقول لكم: هكذا تتوجّع السلطة، وهكذا ينجح التحرّك!
نجِّحوا التحرّك. ووجِّعوا السلطة!