لايزال الغموض يحيط بتوقيف رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين، المتهم من الولايات المتحدة بتمويل حزب الله، في مطار كازابلانكا في المغرب، لكن من المحتمل أنه يندرج ضمن سياسة الإدارة الأميركية الجديدة في الضغط على الدول التي يزورها ممولو الحزب لاعتقالهم وتسليمهم لها.

في هذا الإطار، نشرت صحيفة The Hill الأميركية، المتخصصة بشؤون الكونغرس، مقالاً عن الخطر الذي يشكله ممولو حزب الله، ورأت أن لدى الرئيس دونالد ترامب فرصة لتصحيح واحدة من أسوأ إخفاقات سلفه باراك أوباما، لحماية الأميركيين من هؤلاء، خصوصاً في قضية علي فياض الذي سلمته جمهورية تشيكيا إلى لبنان بدلاً من تسليمه إلى الولايات المتحدة.

وقد شكل تسليم فياض إلى لبنان، وفق الصحيفة، صدمة للكونغرس الأميركي، بعد رفض الرئيس التشيكي ميلوس زيمان ووزير المال أندريه بابيس طلب الولايات المتحدة عدم نقله إلى لبنان في العام 2016، ما اعتبر فشلاً لإدارة أوباما، الذي سيحاول ترامب تعديله باتباع نهج جديد في ملاحقة ممولي الحزب، قد تكون عملية اعتقال تاج الدين من مؤشراتها.

تزعم الحكومة الأميركية أن فياض هو تاجر سلاح لبناني يحمل جواز سفر أوكراني وتربطه علاقات مع المخابرات الروسية. وكان قد أعتقل في براغ في عملية مشتركة، في العام 2014، بين السلطات التشيكية ووكالة مكافحة المخدرات الأميركية، وطلبت الولايات المتحدة تسليمه لها لمدة سنتين، لكن ضغوطاً روسية دفعت جمهورية تشيكيا لإرساله إلى لبنان.

لايزال فياض مطلوباً في الولايات المتحدة بتهم تهريب الأسلحة إلى حزب الله والاتجار بالمخدرات وغسل الأموال، ومحاولة اغتيال مسؤولين أميركيين، وتقول مصادر من الكونغرس للصحيفة، إن الإهتمام به يعود إلى كونه مرتبطاً بشكل وثيق مع أجهزة الاستخبارات الروسية، فلو قُبض عليه لكان قدم للمحققين الأميركيين إمدادات غنية من المعلومات الاستخباراتية في شأن تدفقات الأموال والمخدرات والأسلحة حول العالم، بما في ذلك طرق الإمداد من المواد الأفيونية والكوكايين التي هي آفة المدن الأميركية والمناطق الريفية. لكن فياض حر الآن، وهو يواصل، وفق الصحيفة، أنشطته الشائنة ويهدد الأرواح والمصالح الأميركية. لذلك، من المقرر أن يجتمع ترامب مع ميلوس زيمان وأندريه بابيس، الرجلين الأكثر مسؤولية عن ذلك الفشل، في شهر نيسان 2017.

والحال أن المواقف الأميركية الجديدة والمتشددة حيال حزب الله ومموليه قد تعني ملاحقة دقيقة لرجال الأعمال المقربين منه، واستخدام طرق جديدة والضغط بشكل مكثف على الدول التي يقيمون فيها لتسليمهم إلى الولايات المتحدة.