تساءلت صحيفة جيوبوليس الفرنسية، عن دوافع النظام الإيراني من إصدار أوامره بتصفية القائد العسكري لحزب الله الشيعي اللبناني في سوريا، مصطفى بدر الدين.
 

وكانت قناة "فرانس 2" الفرنسية، قد أفادت بأن القائد العسكري لحزب الله الذي قتل السنة الماضية خلال تفجير غامض نُسب حينها إلى تنظيم الدولة، قد وقع تصفيته من قبل ضباطه المحيطين به وبأمر مباشر من إيران.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفي 13 من آيار/ مايو سنة 2016، اهتزت الضاحية الجنوبية لبيروت على وقع صيحات متظاهرين خرجوا لتشييع جثمان أحد أهم قادة حزب الله في سوريا، مصطفى بدر الدين.

إقرأ أيضا : 6 سنوات على «ثورة الياسمين»

 

وأقرت الصحيفة أن هذه الحادثة أثارت موجة استغراب في صفوف الكثيرين، خاصة وأن هذه المنطقة عادة ما تشهد حضورا مكثفا للميليشيات الشيعية، من بينها ميليشيات إيرانية، فضلا عن أنها منطقة مؤمنة جدا وخاضعة لرقابة النظام السوري.

وفي هذا السياق نشرت صحيفة "الأخبار"، اللبنانية، يوم 14 أيار/ مايو من نفس السنة، تقريرا أكدت فيه أنه خلال العملية التي قتل فيها بدر الدين، كان رفقة ثلاثة من حراسه الشخصيين، الذين نجوا من هذه الحادثة. علاوة على ذلك، لم يتم إثبات وجود أية آثار لمواد تفجير أو متفجرات في مسرح العملية، مما أثار العديد من الشكوك حول مقتل بدر الدين، الذي قد يكون عملية اغتيال مدبرة.

وأفادت الصحيفة أنه، بعد مرور أشهر على العملية، نشرت قناة "العربية" نتائج التحقيق المدوية في مقتل القيادي بحزب الله، حيث وجهت أصابع الاتهام مباشرة لكل من حسن نصر الله والجنرال قاسم سليماني، الذراع الأيمن لإيران في سوريا.

وفي هذا الإطار، وحسب شهادات وثقتها "العربية"، فقد شوهد قاسم سليماني وهو ينسحب من الموقع الذي قتل فيه بدر الدين قبيل ساعات من العملية. 

إقرأ أيضا : ايران: السجن 6 اشهر لنجل الزعيم الاصلاحي مهدي كروبي والسبب

 

والجدير بالذكر أن محيط هذا الموقع كان خلال ذلك الوقت محاصرا من قبل مقاتلين من حزب الله، الذين وقفوا في وجه كل من يحاول الدخول دون تصريح، حتى كبار قادة الجيش السوري النظامي.

وذكرت الصحيفة أن العلاقات كانت متوترة بين كل من مصطفى بدر الدين وقاسم سليماني، وتطور الأمر لدرجة أنه تحول إلى أزمة ثقة بينهما. 

ومن المثير للاهتمام أن قاسم سليماني كان يريد تولي المهام القيادية خلال عمليات استرجاع المناطق السورية، علما أنه قد رفض أن يقتسم مسؤوليات القيادة مع بدر الدين، الذي مني بالعديد من الهزائم على ساحة المعركة السورية.

وأكدت الصحيفة أن هناك عدة أسباب أخرى تجعل من بدر الدين "شخصية غير مرغوب فيها"، حيث يعتبر هذا القيادي أحد مدبري هجمات بيروت خلال سنة 1983، التي أودت بحياة قرابة 241 جنديا أمريكيا وقرابة 58 مظليا فرنسيا. 

وبالإضافة إلى ذلك، يعد بدر الدين الشاهد الأول لدى المحكمة الخاصة في لبنان، التي تحقق في قضية اغتيال الوزير الأول اللبناني، رفيق الحريري، الذي اغتيل سنة 2005. وتجدر الإشارة إلى أن المتورط الأول في هذه العملية، هو زعيم حزب الله، حسن نصر الله.

وبينت الصحيفة أن نصر الله قرر إرسال قائده، مصطفى بدر الدين، إلى ساحات المعارك في سوريا خلال سنة 2013، في الوقت الذي يتعرض فيه حزبه إلى انتقادات لاذعة نتيجة وقوفه إلى جانب بشار الأسد، لذلك، فإن أية تسريبات من بدر الدين، بشأن قضية اغتيال الحريري، قد تمس بسمعة نصر الله على الصعيدين المحلي والدولي.

ومن الملفت للنظر أنه وإثر مقتل بدر الدين، ألغت المحكمة اللبنانية الخاصة قرار مقاضاة نصر الله.