" بالتأكيد سنتعلم من أخطائنا، نملك فريق لاعبيه لا يمتلكون الخبرة الكافية في هذه المسابقة، الشّوط الثاني كان أمامنا فرصة لتسجيل مزيد من الأهداف، لكننا لم نفعل وهذا ما يحزنني". هذا ما قاله المدرب الأسباني بيب غوارديولا عقب خروج فريقه من دوري أبطال أوروبا مساء الأربعاء.

تأهل موناكو إلى ربع نهائي دوري الأبطال، بعد فوزه بثلاثة أهداف لهدف، في مباراة تكتيكية متوازنة، لكن الخاسر الأكبر فيها هو بيب غوارديولا.

إختار بيب غوارديولا اللّعب بثنائي مهاري في الوسط بخطة ٤-١-٤-١، وخلفهم إرتكاز وحيد يتحول للاعب قلب دفاع بالحالة الهجومية، لتصبح الخطة ٣-٤-٣، وبالمقابل لم يكُن هناك خياراً أخر لمدرب موناكو ليوناردو جارديم سوى الهجوم خاصةً بأنه يمتلك ترسانة هجومية مميزة على الأطراف وبالثلث الأخير من الملعب.

وبطبيعة الحال، كان المتوقع أن يبدأ موناكو المباراة بقوة هجومية وإندفاع للأمام بسبب خسارتهم في مباراة الذهاب بنتيجة ٥-٣، فقد إجتاح الفريق الفرنسي الملعب أثناء الرّبع ساعة الأولى لمحاولة تسجيل الهدف الأول وقد فعلوا ذلك.

 

إقرأ أيضًا: مهزلة مباراة أساطير البرازيل وشباب لبنان

 

تحكم فريق الإمارة الفرنسية بنسق الشوط الأول كما أراد، سجّل الهدف الأول وتراجع للخلف، نفذ الضّغط العالي من الوسط، كما أوقف خطورة أجنحة السيتي التي باتت غير فعالة لمحصارتها في الشوط الأول.

لم يتمكن الفريق السّماوي من بناء هجمات بشكل جيد، حتى أنه لم يُسدد أي تسديدة على مرمى الخصم في الشّوط الأول، حيث إستحوذ السيتي على الكرة إستحواذاً سلبياً من دون تهديد ووعيد، حتى سمحت الفرصة لموناكو لتسجيل الهدف الثاني من الجهة اليسرى الأقوى في موناكو بقيادة الظّهير الرّائع ماندي والجناح لايمار، إضافةً للزيادة العددية في الأمام للاعب الإرتكاز البرازيلي فابينهو.

قام موناكو بالمطلوب في الشوط الأول، لكن الشّوط الثاني شهد ردة فعل الفريق الإنجليزي دون ترجمة للفرص والهجمات الكثيرة، وُسط تألق للحارس الكرواتي دانييل سوباسيتش ورعونة المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أجويرو الذي أضاع أكثر من فرصة بغرابة.

لايتمتع موناكو بالمرونة التكتيكية، خاصةً بإستخدامه خطة تسمح لوجود الكثير من الفراغات بين الخطوط واللاعبين عند قيام الخصم بشن الهجمات على مرماه، وقد إستفاد سيلفا وساني وستيرلينج من تلك المساحات خاصةً بعد نفاذ المجهود البدني لفريق موناكو وعدم قدرتهم على التغطية المتواصلة.

 

إقرأ أيضًا: هل سيكون غوارديولا مثل أوناي إيمري أمام موناكو؟

 

تحسن مان سيتي بعملية بناء الهجمة والوصول لمرمى الخصم، لكن تبقى مشكلته الكبيرة عدم إستغلال الفرص الكثيرة الذّي يصنعها، وبعالم كرة القدم من يُضيع يستقبل الأهداف.

إقترب مانشستر من التأهل بعد هدف الألماني لوري ساني، لكن هدف باكايوكو من رأسية مفاجئة، قضى على أحلام السيتي بالتأهل للربع نهائي، لكن السؤال الذّي يطرح نفسه، هو لماذا لم يقوم المدرب الأسباني بواجباته بالتبديل وتنشيط فريقه في الشوط الثاني؟، خاصةً بوجود يايا توريه ونافاس على الدكة، ممكن الإستفادة منهم بدنياً وفنياً.

لكن ربما كان الخطأ من البداية، فالبدأ بإرتكاز وحيد وأمامه ثنائي مهاري، ضعيف في إفتكاك الكرة ومساندة الأظهرة، كانت مخاطرة كبيرة أمام فريق هجومي مثل موناكو، قوي على الأطراف والأظهرة تساند بإستمرار، وخاصةً الجهة اليسرى التي بُعثرت من قِبل ماندي ولايمار.

خروج السيتي من الأبطال ليس نهاية العالم، لأن الفريق السماوي مازال بحاجة للوقت للإنسجام مع أفكار غوارديولا التي بحاجة لجودة معينة من اللاعبين، خاصةً بوجود نقاط ضعف كثيرة في الفريق الإنجليزي.