يمر عيد المعلم ومطالب الاساتذة على حالها من عام إلى عام، لقد آن الأوان لتتحمل الدولة مسؤولياتها تجاه قطاع التعليم والاساتذة.
 

يقول أحمد شوقي: ‏ 
أرأيت أعلم أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا ‏ 

عيد المعلم هو عيد العلم، يعلم الأجيال جيلاً بعد جيل، فهو النبراس الذي يضيء لهم الدرب نحو المستقبل الأفضل، هو معلم كل من يقدم العطاء للأرض الوطن، هو معلم من أصبح قائداً أو طبيباً أو مجاهداً.
 قال حكيم: ان أجلّ الناس في عيني من علمني حرفاً هو المعلم صانع الأجيال، يهذب الأخلاق ينشئ العقول، وهو زارع عظيم وإنما زرعه أغراس صغيرة يرعاها وكأنه بستاني ماهر يشذب شجيراته لعلها تغدو أحسن تقويماً وأوفر عطاء.. ويعظم في نفسي أنه أب يحدب على تلاميذه كأنهم فلذات كبده، ويزيده نبلاً في عيني انه يبذل زهرة عمره لغيره، يعمل متواضعاً صامتاً صابراً صبر العظماء.

إقرأ أيضاً: لبنان الجديد يوضح : قول المرجع يحتمل الخطأ والصواب
المعلم يحمل مسؤولية التربية والعطاء والتضحية في سبيل الأجيال ليصنع منهم رجال المستقبل وأبناء الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة، ولذلك قال عقبة بن سفيان لمؤدب ولده: ليكن أول ما تبدأ به من اصلاح ولدي اصلاح نفسك فإن أعين المتعلمين معقودة بعينيك.. فالحسن عندهم ما استحسنت والقبح لديهم ما استقبحت، وعلمهم سير الحكماء وأخلاق الادباء وأدبهم، وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل الدواء حتى يعرف الداء ولا تتكلف على عذر مني. ‏
مسؤولية المعلم كبيرة ومن ورائها مسؤولية العلم ولذلك تتضمن كل حكومات الدول وزارة للتعليم والثقافة لتنظيم شؤون التعليم والاهتمام به كوسيلة أساسية في التربية لإعداد الجيل الذي يعي معنى الوطنية والتضحية .
إقرأ أيضاً: أساتذة الثانوي والإضراب المفتوح!!
المعلم بحد ذاته مسؤولية تضاف إلى مسؤوليات الدولة عبر تأمين حاجياته ومتطلباته، ونحن نرى اليوم المطالب المحقة للأساتذة، وفي هذه المناسبة نضم صوتنا إلى صوتهم بضرورة الاستجابة لهذه المطالب ليتفرغ الاساتذة لعملهم بمسؤولية  ويقدموا كل ما لديهم في سبيل هذه الأجيال وليتسنى لهؤلاء الطلاب المضي في عامهم الدراسي دون إضرابات واعتصامات واحتجاجات ربما تقضي على المستقبل الدراسي كله.
إن الاستجابة لمطالب الاساتذة مسؤولية وطنية على عاتق الدولة لا يمكن التغاضي عنها تحت اي ذريعة .
في يوم المعلم  تتقدم أسرة موقع لبنان الجديد من كافة المعلمين بأحر التهاني والتبريك وكل عام و أنتم بخير .