إلى الدكتور أحمد زين الدين، إلى المنتصر دائماً، إلى مدرسة الصحافة، يبدو أنني أكتب عنك في مثل هذا اليوم ومن الواضح أنني سأشكو كثيراً مستعينةً ببعض عباراتك التوليفية ومحاضراتك ونصائحك بكل تفاصيلها، وفي هذا السياق دعني أبدأ قائلة:
 

إلى معلمي، أولاً عيدك في السماء أجمل بكثير من هنا، وثانياً أشكو لك مستقبلاً ما عاد مشْرِقاً ولا حتى مشْرِفّاً إنما أصبح همّاً موجعاً. تفتقدك الصحافة اليوم، وتحتاجك أكثر من أي وقتٍ مضى. إنها تحتضر يا معلمي، علّمتنا الكثير والقليل منها يُنجز.
الصحافة اليوم منشغلة بأفكار بالية بعيدة عن الثقافة، فهل تعلم أن فضيحة مغنية أو ربما عارضة أزياء والصراحة أني لم أستطع تحديد مهنتها، هي من المواضيع الأكثر قراءة أو مشاهدة. هل تعلم أنه ما عاد هناك "كتابة صحافية" إنما كتابة "فضائح" وما عاد هناك جهد إعلامي، وأن صحافيي اليوم يشكون أزمة صحافة، هل علمت أن "صوت الذين لا صوت لهم" إنطفىء صداه إلى الأبد؟ 

إقرأ أيضاً: أوقع العدو الإسرائيلي بفريسته وكانت الفريسة الباسل
أشكو لك مواضيع "مقرفة" تُكتب اليوم، أشكو لك سوء إحترام بعض طلاب الإعلام لهذه المهنة ولدكاترتهم. وشكواي الكبرى، خيبة الكثير من زملائي الذين حلموا بمزاولة مهنة الصحافة، ولكن مؤسساتها أغلقت أبوابها أمام كفاءتهم الجامعية، وأنت الذي مدحت بعضهم في محاضراتك مستبشراً بمستقبلٍ واعدٍ لهم، ها هم اليوم لم يجدوا وظيفة، أو يعملون في مجال غير إختصاصهم في ما غيرهم دون شهادة أو خبرة إعلامية يعمل في المؤسسات الإعلامية لاسيما المواقع الإلكترونية. 
هل تعلم أن بعض طلاب كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية يئسوا من الحصول على وظيفة في مجال إختصاصهم، وإن وجدوا عليهم التنازل عن الكثير من قناعاتهم، فلماذا نتعلم الصحافة إذاً إن كان ميدانها عكس ما تعلمنا!
سأكف عن الشكوى فدعك منها، وأبشرك بطلابٍ مازالوا يحترمون ما علّمتهم، وببقاء رواد الصحافة المخضرمين المتمسكين بقلمهم ولكنهم قلة يا معلمي.

إقرأ أيضاً: بعد ضرب التلميذ أحمد سعد، من سيعاقب من؟
وأخيراً أهنئك أنت وجميع الدكاترة الذين تعلمنا منهم أن نخطىء كثيراً في الجامعة شرط أن لا نخطىء في ميدانها وأن لا نسعى وراء الشهرة، أن ننجح ونتفوق بتعلمنا من أخطائنا.
صدِق أنت وغيرك من جميع الدكاترة مازالتْ دروسكم بين سطور كتاباتي، وفي مثل هذا اليوم أقول لكم "شكراً".
وأنت يا معلمي لن ألقي عليك تحية وداع أبداً فلم أقل وداعاً حتى عند وفاتك، بل إن التحية ستبقى كما هي وكما كنتُ ألقيها دائماً لدى مصادفتك عند مدخل الجامعة "سلاماً يا معلمي".