القرارات التي من المتوقع ان يتخذها مجلس الوزراء اليوم والاربعاء في الموازنة والتعيينات العسكرية، لن تبدّد الاجواء الضبابية الملبدة في الخارج والداخل والتي تعكس حالا من عدم الاستقرار او التي تنذر بهذا اللااستقرار.
 

فالمعلومات التي حصلت عليها "النهار" تفيد أن استياء سعودياً كبيراً، وتالياً خليجياً، يلغي الاجواء الايجابية التي اشاعتها زيارة الرئيس ميشال عون للمملكة العربية السعودية قبل ان تتراجع تلك الايجابية اثر تصريحات للرئيس عون عن المقاومة والسلاح، وتصريحات الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن المملكة.

إقرأ أيضا : جعجع وباسيل: هنا الكهــرباء وهناك البترون!

أما في الداخل، فان عوامل عدم الثقة تتقدم وتطفو على السطح على رغم عدم الاعلان عنها بشكل واضح. فعدم اقرار قانون جديد للانتخاب يعكس عدم الاتفاق وتالياً التشكيك في النيات والاهداف المبيتة وعدم الثقة بين الاطراف. فالتعيينات اصابت المتحالفين، والاتفاق على الموازنة سيستكمل اليوم والاربعاء "ما لم يطرأ في اللحظة الأخيرة ما يعرقل، أو ما يفضح نياتٍ مبيتةً"، كما جاء في مقدمة نشرة "او تي في" التابعة لـ"التيار الوطني الحر" والتي اشارت إلى احتمال عقد جلستين لمجلس الوزراء في قصر بعبدا الأربعاء: أولى لاقرار الموازنة، وثانية لإقرار التعيينات. وفي المعلومات ان الموازنة قد لا تنجز اليوم بل تحتاج الى جلسة اضافية الاربعاء يرأسها الرئيس عون.
واليوم يشهد مجلس النواب جلسة للجان المشتركة لدرس سلسلة الرتب والرواتب، يتبعها الخميس اجتماع لهيئة مكتب المجلس لدعوة الهيئة العامة لاقرار هذه السلسلة. ومع إحالة موضوع السلسلة على اللجان النيابية التي تبدأ مناقشتها، تكون الحكومة أزالت هذا العبء عن كاهلها ووضعته في عهدة المجلس، خصوصاً ان مشروع القانون كان بلغ الهيئة العامة في تشرين الاول ٢٠١٤ وعلق بعدما طلب وزير الدفاع في حينه سمير مقبل فصل سلسلة العسكريين عن مجمل المشروع، لكن هذه المشكلة لم تعد مطروحة في ظل عدم رغبة وزير الدفاع الحالي يعقوب الصراف في فصلها.

قانون الانتخاب
أما بالنسبة الى قانون الانتخاب، فلا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يشير الى عدم اقتراب موعد النهاية السعيدة للقانون العتيد. ويردد أمام زواره ان التأخير الحاصل في هذا المجال لا يصب في مصلحة احد، وعلى الجميع استدراك هذا الامر جيدا وعدم التساهل فيه. ويقول: "لا يظن احد ان البلاد تمر في شهر عسل، بل ان الشهر الحقيقي للعسل والراحة عند توصل الافرقاء الى اتفاق على قانون انتخاب. ويبقى المطلوب هنا استغلال شهر اذار جيدا، والا سيصبح البلد في خطر. وانصح بأن لا ينام أحد على حرير ويرتاح كثيراً".
وسئل عن فراغ يهدد المجلس في حال عدم اجراء الانتخابات ، فأجاب: "عندها لا نكون امام دولة حقيقية ورئاسة جمهورية وحكومة فاعلة. وأكرر ان كل الكلام الذي يصدر عن الرئيس ميشال عون في خصوص قانون الانتخاب لا يهدف الا الى الحث والتعجيل ومن باب التشجيع للوصول الى قانون واتمام استحقاق الانتخابات".

عين الحلوة
على صعيد آخر، يتوقّع أن يعلن رسمياً اليوم أو غداً تشكيل "القوة المشتركة" في مخيم عين الحلوة، بعد حل "القوة الأمنية المشتركة" السابقة التي كانت بقيادة المسؤول العسكري "الفتحاوي" منير المقدح الذي قدم استقالته قبيل الاشتباكات الاخيرة.
والقوة الجديدة التي ستنسق أكثر مع الاجهزة الامنية اللبنانية لا تختلف مهمتها كثيراً عن مهمة القوة السابقة، من حيث الحفاظ على الامن والاستقرار، اضافة الى منحها صلاحيات التدخل عند وقوع أي حادث أمني، من دون الرجوع الى اللجنة السياسية العليا.
ولكن يبقى موضوع المطلوبين اللبنانيين الفارين الى المخيم وفي طليعتهم شادي المولوي، وقد أبلغ مصدر عسكري لبناني "النهار" ان ثمة صعوبة لدى القوة المشتركة في تسليم أي من المطلوبين وخصوصاً الاسلاميين الذين يتحصنون في مواقع محددة وهم مستعدون للموت قبل تسليم أنفسهم.

السفينة البريطانية
في غضون ذلك، أبحرت السفينة البريطانية HMS OCEAN بعد زيارة أولى لبيروت في طريق عودتها إلى المملكة المتحدة، بهدف إحياء التزام المملكة المتحدة حيال لبنان..
والتقى قائد السفينة الكابتن بيدري، والسفير البريطاني هيوغو شورتر، وملحق الدفاع كريس غانينغ وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جان قهوجي. واستضاف شورتر كبار القادة الامنيين في لبنان الى غداء مع قائد السفينة.
وفي حفل استقبال كبير، أعلن شورتر تقديم هبة من المعدات بقيمة 65 ألف دولار اميركي الى مغاوير الجيش اللبناني تعزيزاً لقدراتهم في الطرق الوعرة وفي كل الأحوال الجوية.
ويذكر أن السفينة HMS OCEAN، تزن 22 ألف طن وهي أكبر سفينة حربية عاملة في البحرية الملكية البريطانية. ودورها الاساسي هو حاملة طوافات وسفينة هجوم برمائي.