قالت الدكتور لبنى القاسمي، وزيرة التسامح بدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال جلسة تشاورية تحت عنوان الحرية والمواطنة، إنه يسرها أن تشارك في مؤتمر الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، بعنوان: الحرّية والمواطنة. التّنوّع والتّكامل، وأنها تعول على هذا المؤتمر في الخروج بتوصيات تضع الحلول للتّحدّيات الرّاهنة، وتسهم إيجابا في تحقيق المواطنة الحقَّة، وتكرّس مبدأ الدّولة الوطنية في صون الحرّيات، وتعزّز التّسامح والتّعايش والسّلام، وتحمي التّنوع والتّكامل، وتحترم الأدّيان والثّقافات التي تشكّل عالمنا الواحد.
 

وقالت القاسمي إن دولة الإمارات تأسست على جعل العدل الاجتماعي واحترام حقوق الإنسان حجر رئيسيّ في بناء الدّولة الوطنية، وركن مجتمعيّ أساسيّ في الحفاظ على النّسيج المجتمعي، واستدامة الأمن والاستقرار والازدهار، خدمة للإنسان دون النظر إلى أصله أو دينه أو جنسه أو لونه أو معتقده أو ملته أو طائفته أو مركزه الاجتماعي.
وأضافت أنّ العمل معا من أجل مشاركة أوسع في الحياة العامة، وتجسيد الحرّية في الممارسة واحترام التّنوع؛ تستلزم اتّخاذ إجراءات عدّة على المستويات التّشريعية القانونية، والدّينية الثّقافية، والاجتماعية الإعلامية، وكلّ ذلك في سبيل جعل مجتمعاتنا العربية والإسلامية واحات للتّآخي والسّلام، ومنارات للتّسامح والوئام، وحاضنات للتّعايش والتّناغم والانسجام، يملؤها التّآزر والمحبة، والتّعاضد والمودة.

إقرأ أيضا : إعلانُ الأزهرِ للمُواطَنةِ والعَيْشِ المُشتَرَكِ


وتابعت أنه في سياق هذه القيم الإنسانية الرّاسخة، وتحقيقا للعدالة الاجتماعية؛ وانطلاقا من احترام التّنوع؛ اتّخذت دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من الإجراءات المتسارعة التي تحقق الخير والسّعادة والازدهار والرّخاء لكلّ أفراد المجتمع، بمختلف أجناسهم وأعراقهم وثقافاتهم وأديانهم، وبما يضمن صيانة الوحدة الوطنية، والتّصدّي لخطابات التّمييز والكراهية، ومواجهة النّعرات المذهبية، وإيقاف الفتن الطّائفية والدّينية، وقطع الطّريق أمام الأفكار المنحرفة، وتصحيح الأقلام والأصوات المنجرفة في غيّ العصبية والعنصرية.

إقرأ أيضا : إفتتاح مؤتمر الأزهر الدولي للتنوع والتكامل وسط مشاركة بارزة من عدة دول بينها لبنان


وأكدت على أنه لا يمكن أن نتصوّر أن تتحقّق المواطنة الحقّة والوحدة الوطنية والعيش المشترك؛ دون اتّخاذ إجراءات في شتّى المجالات وعلى مختلف المستويات؛ من هنا أدعو الجميع أن يسهموا بشكل فعّال في جعل مجتمعاتنا العربية والإسلامية مهدا للتّواصل الإنسانيّ والتّفاعل الحضاريّ كما كانت، وأن يستنهضوا الهمم بجعل بلداننا أيقونات للتّسامح والتّعايش والحرّية في الممارسة واحترام التّنوع، وأن يستأنفوا تجذير ثقافة السّلم والتّناغم بين كلّ مكونات المجتمع، بمختلف أطيافه الفكرية والثقافية والدّينية والطّائفية، وأن يواصلوا مضاعفة الجهود لإصلاح وتطوير العمل المشترك، واستكمال لبنات البناء الإنسانيّ الواحد في مجتمعات تحترم الحرّية، وتحقق المواطنة، وترسّخ التّنوع، وتعزّز التّكامل.