بينما يعيش العالم الإسلامي حالة التوتر المذهبي وحتى السياسي بين أبناء الطائفتين الرئيسيتين: السنة والشيعة في الفترة الراهنة وأصبح من الصعب أن تجد موضوعًا لجمعهما تحت سقف واحد، فإن رفض مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان زيارة المرشحة الفرنسية مارين لوبان إجتذب ترحيبًا من قبل بعض المراجع الدينيين المحافظين الشيعة في إيران، ومنهم  آية الله الصافي الكلبايكاني الذي سجل  لمفتي لبنان إنفتاحه وحريته المميزين بين جميع بلدان الشرق الأوسط بعد أن رفض طلب زيارة فرنسية مسيحية أو علمانية بحجة سفورها، ووجه المرجع الشيعي الشيخ الكلبايكاني رسالة مفتوحة إلى الشيخ دريان إعرابًا عن تقديره وشكره له، وفيما يلي نص الرسالة: 
سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية صاحب الفضيلة الشيخ عبد اللطيف دريان حفظه الله وأعزه وبعد: 
فإنا نسجل إعجابنا وتقديرنا لموقفكم وننظر إلى ما أقدمتم عليه بعين الإجلال والإكبار لأنكم بذلك حافظتم على  مبادئكم الشرعية وعززتم من مقام المرأة المسلمة التي تعاني في بعض الدول الغربية من الإضطهاد والإزدراء من شخصيتها ودينها بإجبارها على خلع حجابها. 

 

إقرأ أيضًا: التوتر على أشده بين إيران وتركيا
إنكم سجلتم بموقفكم الشجاع إعتزازنا بهويتنا الدينية وتمسكنا بمبادئنا وهي العزة التي أرادها الله لنا... فلكم الشكر على موقفكم المشرف، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وهكذا يجمع موضوع الحجاب بين مفتي للسنة في لبنان ومرجع للشيعة في إيران بعد ما عجز جميع القضايا الإقليمية والدولية عن توحيد صفوف المسلمين، فالقضية الفلسطينية والإحتلال الصهيوني والإستيطان فقدت موقعها كمحور لوحدة المسلمين بالرغم من أنها يهدد كيان المسلمين ولم يبق إلا عدد من القضايا الشكلية التي تحولت إلى رموز للهوية الإسلامية خطأ ومن بينها الحجاب. 
ويبقى السؤال الأهم هو أن الحجاب متى تم فرضه على غير المسلمة حتى يكون من المعقول طلب الإلتزام به من امرأة مسيحية أجنبية؟ هذا السؤال موجّه إلى المفتي اللبناني والمرجع الإيراني على حد سواء، فضلاً عن أن فرض الحجاب حتى على المرأة المسلمة غير مؤكد.

إقرأ أيضًا: ترامب يمثل اكبر تهديد للولايات المتحدة
وختاماً ينبغي التذكير بأن المرجع الكلبايكاني هو من جيل الإمام السيد موصى الصدر وربما يكبر الصدر بثلاث سنوات، ولكن يبدو أن المسافة بين ثقافتهما أكثر من أجيال، حيث أن الصدر قبل أربعين عاما تجاوز عقبة الهويات القاتلة التي توقف عندها دريان وكلبايكاني.