يُرْوَى أن الإسكندر المقدوني عندما وصل وجيشه إلى حدود الصين غازيا وقف عند سورها وهو في هذه الحال قال له أحد أعوانه أن رسولا لملك الصين يحمل رسالة إليك فطلب السماح له بالدخول إليه ولما انفرد به قال له أنا ملك الصين قدمت إليك شخصيا لأمنع الحرب بيننا وأعطيك ما تشاء في سبيل ذلك فوجئ الإسكندر بجرأة الملك وشجاعته لكن الإسكندر طلب منه مبالغ مالية باهظة فأجابه ملك الصين إذا أردت أن تُطاع فاطلب المستطاع وإذا قلت لشعبي ما تطلبه مني فسوف يقتلوني ويأتون بملك غيري حينها طلب الإسكندر مبالغ مالية أقل وافق عليها ملك الصين ولما عاد إلى مملكته لإحضار المبالغ المتفق عليها عاد الملك إلى الإسكندر بجيش له أول لكن لا يمكن رؤية آخره فظن الإسكندر بأن ملك الصين قد غير رأيه وأراد الحرب وإذ بملك الصين يتقدم نحو الإسكندر بعربة محمولة بالمبالغ التي طلبها فتفاجئ الإسكندر وسأله من كان يملك جيشا كجيشك بالتأكيد سوف ينتصر علي وعلى جيشي فلماذا لا تحارب ؟
أجابه ملك الصين بقوله : لم يتسلل الخوف إلى نفسي من أن تهزمني ولكن وجدت القتال بيننا سيؤدي إلى الدمار والخراب وموت الالاف من جنودي وستدمر مدن وسيشرد شعبي فوجدت من الحكمة أن أفدي شعبي بأن آتيك ببعض المال والذهب لأمنع هذه الخسائر التي لا تعوض ( فلما لا ) ؟
انبهر الإسكندر واندهش من حكمة ملك الصين وحسن تدبيره وكمال عقله فما كان منه إلا أن انحنى أمام عظمته وقال له ان حكمتك فرضت علي ان لا احمل شعبك شيئا من هذه الأموال وهنيئا لشعبك حكمتك العظيمة ؟!
نحن بحاجة ماسة لقائد يشبه هذا الملك الصيني الحكيم ليدفع عن بلدنا حربا يبدو أنها إن وقعت لا سمح الله فلن تبقي أخضرا ولا يابسا لا في الحجر ولا في البشر وستفوق بقساوتها ووحشيتها ومآسيها كل الحروب المنصرمة السابقة