ارتفع منسوب التوتر في العلاقات الإيرانية التركية بعدما بدأ الجانب التركي بتصريحات أثارت استياء إيران على لسان الرئيس أردوغان ثم على لسان وزير خارجيته وأتبعهما المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية التركية لتأكيد موقفهما.
 

بدأ الرئيس أردوغان الهجوم ضد إيران خلال زيارته إلى بعض دول الخليج التي جاءت بعد انتصار جيشه في غزو مدينة الباب السورية واختار أردوغان الجارة الأقرب لإيران لتوجيه اتهامه لها واصفا سلوكها بالعنصري في سوريا والعراق ودول الخليج، مرّت إيران على تلك التصريحات مرور الكرام  معتبرة تلك التصريحات بالانفعالية خاصة أنها أُطلقت بعد تقدم للجيش التركي في الأراضي السورية.

 

إقرأ أيضا : ترامب يمثل اكبر تهديد للولايات المتحدة

ولكن تكرار تلك التصريحات على لسان مولود تشاش أوغلو وزير خارجية تركيا من على منبر مؤتمر ميونيخ الأمني اتهم خلالها الأخير إيران "بالسعي إلى تقسيم المنطقة على أساس طائفي وقومي" أثبت بأن الموقف التركي تجاه إيران شهد تحولا نوعيا بعد هدوء استمر سنوات ما اضطرت معه إيران باستدعاء سفير أنقرة في طهران، احتجاجا على تلك التصريحات، كما دعا المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الجانب التركي بانتهاج العقلانية مذكّرا إياه بدعم إيران لتركيا خلال انقلاب يوليو في العام الماضي وختم قاسمي بالقول بأن تركيا تقوم بزعزعة الأمن و الاستقرار في المنطقة متوعدا إياها بأن للصبر حدود، وردّ نظيره مفتي أوغلو بأن اتهامات إيران غير قابلة للرضى  و حتى التفهم.

إقرأ أيضا : الجديد في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الإيرانية

وهكذا كل من إيران وتركيا تتهم الأخرى بزعزعة الأمن في المنطقة، أو انتهاج سياسة عنصرية التي هي أيضا تؤدي إلى زعزعة الأمن، هذا وإن التعاون بين الطرفين إن في المجال الاقتصادي وإن في المجال الأمني الإقليمي يشهد منذ عام وخاصة بعد هزيمة الإنقلاب العسكري في تركيا تحسنا ملحوظًا مما ساهم في انضمام تركيا إلى المحور الإيراني الروسي في سوريا، ولكن يبدو أن الأتراك يشعرون بأن الإدارة الجديدة في واشنطن تستهدف إسقاط النظام في إيران، وتمكّنت من ضمّ أغلبية دول الخليج إلى معسكرها وبطبيعة الحال يبقى دور لتركيا في المخطط الأمريكي لمواجهة إيران.

إن حياد الرئيس الأمريكي السابق حيال سوريا ومرونته حيال إيران ساهم في تقويتها خلال السنوات الماضية، ولكن تبني الرئيس ترامب مواجهة إيران بالقبضة الحديدية منذ الآن يغيّر حسابات البعض و في ظل الأوضاع الدولية الجديدة وخاصة العلاقات الإيرانية الأمريكية يمكن تفهم التوتر الذي حصل بين إيران وتركيا.