مرةً أخرى، أصابت إمرأة على باب المفتي، وأخطأ سماحة المفتي.
 

أولاً: أصابت إمرأة وأخطأ عمر

رُوي أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب قال يوماً: لا تغلو في مهور نسائكم ، فمن زاد على أربعين أوقية ، أخذتُ ما فضل عن ذلك وأودعتهُ بيت المال، فقالت له امرأة: ليس لك هذا، فقال لها : وكيف ذلك؟، فقالت: لأنّ الله تعالى يقول خلاف قولك هذا، حيث يقول: وآتيتم إحداهنّ قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً، أتأخذونه بُهتاناً وإثماً مبينا. فقال عمر: أصابت إمرأة وأخطأ عمر.

 

إقرأ أيضا : الشرق الأوسط الجديد الأميركي بمواجهة الشرق الأوسط الإسلامي الإيراني

ثانيا: أصابت لوبان وأخطأ سماحة المفتي

لوبان المرشّحة اليمينية المتطرفة، التي تكره المسلمين والمُلوّنين والمُستضعفين واللاجئين، وسائر خلق الله المسحوقين والبائسين والمشرّدين، وطالبي اللجوء لحضن الدولة الفرنسية، والتي تُجاهر بذلك صُبح مساء، وتُستقبل في لبنان من أعلى المستويات، وتتبجح بدعم ديكتاتور القرن الواحد والعشرين بشار الأسد، فلرُبّما سارت على خطاه إذا قُيّض لها وصارت رئيسة الجمهورية الفرنسية.

ومع ذلك تقبّل اللبنانيون هذه الزيارة، وابتلعوا مرارتها ، أمّا أن يُعطيها سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية موعداً وإذناً لاستقبالها ،فهذا لعمري العجب العُجاب، فما الذي رآه سماحة المفتي دريان في شخصية لوبان وسيرتها "العطرة" في التحريض على المسلمين خاصةً وسائر شعوب الأرض عامة، ليقبل زيارتها له، وهي التي صرّحت على باب القصر الجمهوري بأنّها بحثت مع الرئيس اللبناني مخاطر الإسلام المتطرف، والمعروف أنّ لوبان تستعشر منذ زمنٍ طويل مخاطر الإسلام، ولا تُفرّق بين متطرفٍ ومعتدل ومُسالم.

إقرأ أيضًا: الرسم بالكلمات لنزار قباني، والرجم بالكلمات لمريم البسام

والمفارقة الكبرى حصلت على باب المفتي، فقد رفضت ارتداء غطاء الرأس، وظلّت وفيّةً لمبادئها ومعتقداتها، فماذا يعني غطاءً تضعُه كُرمى لعين المفتي لتنزعهُ بعد ذلك! وهي تمقُتُهُ أصلاً، وتزدري رمزيّته، ووقفت بصلابة "المتطرّفين" رافضةً الخضوع والامتثال، وألغت لقاء المفتي، الذي أصرّ على إحترام البرتوكول، لا على إحترام الشعائر التي كانت تقتضي عدم إستقبال النائبة اليمينية المتطرفة، المعادية للبشر عامة والمسلمين خاصة.
مرةً أخرى، أصابت إمرأة على باب المفتي، وأخطأ سماحة المفتي.