احتمالات الحرب الاسرائيلية على لبنان لم تعد مجرد تحليلات أو فبركات وبالتالي فإن البلاد بحاجة الى صمّمات أمان وعلى رئيس الجمهورية أن يكون عمادها وأساسها كما عليه الإبتعاد عن تغطية أي مغامرات قد تلحق الأذى بلبنان .
 

قبل أيام قليلة أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالمناسبة السنوية للحزب القادة الشهداء ليعلن في كلمته عن تهديدات إسرائيلية جدية ضد لبنان، وأخذ نصر الله على عاتقه رد التهديد بتهديد إذ أعلن عن مفاجآت يخفيها حزب الله عن العدو الإسرائيلي، وأنه سيرد على كامل مساحة الكيان الاسرائيلي بما فيها المفاعلات النووية.
سبق تهديدات نصر الله مواقف شبيهة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون اعتبر فيها أن “ما ورد في رسالة المندوب الاسرائيلي لدى الامم المتحدة داني دانون، يشكل تهديدا للبنان، وعلى المجتمع الدولي التنبه الى ما تبيته اسرائيل من نوايا عدوانية ضد لبنان. وقال عون أن ما ورد في الرسالة الاسرائيلية الى الامم المتحدة، محاولة اسرائيلية مكشوفة لتهديد الامن والاستقرار الذي تنعم به مدن الجنوب وقراه الواقعة ضمن منطقة العمليات الدولية، وبالتالي فهي تتحمل المسؤولية الكاملة عن اي اعتداء يستهدف لبنان، لأن الزمن الذي كانت فيه اسرائيل تمارس سياستها العدوانية ضد بلدنا من دون رادع، قد ولى الى غير رجعة، واي محاولة اسرائيلية للنيل من السيادة اللبنانية او تعريض اللبنانيين للخطر ستجد الرد المناسب .

إقرأ أيضا:نريد نصر الله اللبناني

قد يكون التهديد ضد العدو الإسرائيلي في سياق محاولات الردع عن أي اعتداء على لبنان وأمنه وشعبه مطلوبا، ولكن الخطورة أن يكون التهديد استدراج للعدو وتعريض لبنان الى مخاطر مواجهة غير محسوبة النتائج، إذ أن لبنان غير مؤهل لخوض أي حرب مع العدو الإسرائيلي إذا ما استثنينا قدرات حزب الله العسكرية، لأن أي حرب ستكون مساحتها كل لبنان وسيدفع لبنان ثمنا باهظا وخصوصا أن الحرب المحتملة سيكون لبنان وحده في المواجهة بالنظر إلى التعديلات السياسية والجغرافية التي حصلت في المنطقة منذ حرب 2006 إلى اليوم، ولن يكون بالتالي للبنان أي غطاء عربي أو دولي في أي حرب قادمة .

إقرأ أيضا: نسبية نصر الله بين الجدّية والتعطيل !!

على رئيس الجمهورية بصفته الدستورية والرعوية أن يشكل عاملا للإستقرار الأمني والسياسي في البلاد وأن يعمل محليا وعربيا ودوليا على منع أي تهديد عن لبنان  من خلال علاقات لبنان العربية والدولية، وأن يكون صمّام الامان والمرتجى الذي يلجأ إليه جميع اللبنانيين، كما أن عليه أن يبتعد عن تشكيل أي غطاء لأي حرب محتملة عن لبنان، وأن لا يتماهى مع الأصوات التي تستدرج الحرب من هنا أو هناك باعتباره حامي البلاد وصاحب السلطة الأولى في قرارات الحرب والسلم، وقد تكون العلاقات الأيجابية بين الرئيس والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مناسبة لردع الأخير عن أي مغامرات تودي بلبنان إلى المجهول .