واضح أن الطبقة السياسية بكل متفرعاتها وبجميع أحجامها وتنوع الوانها، التغييرية منها والتقدمية، الالهية والعلمانية ، المحرومة والرأسمالية، اليمينية واليسارية، هي متواطئة ضمنيا فيما بينها بالتكاتف والتعاضد على تأجيل الانتخابات النيابة القادمة والتمديد لهذا المجلس مرة ثالثة. 
ولم يجدوا مناصا لتبرير رغبتهم التمديدية هذه المرة إلا التذرع بما يسمونه زورا بالتمديد التقني، علّ خلف هذا العنوان " الجميل " يستطيعون أن يستروا عوراتهم البشعة، وجشعهم المقرف، وخبثهم النتن، لذا نراهم يسوفون بالوقت، ويتذاكون بقدراتهم اللفظية عن صحة التمثيل وعدالة المعايير وحداثوية القوانين ,, 

إقرأ أيضًا: المواجهة الأمركية الإيرانية : أين؟
يبقى السؤال البديهي، هو عن المانع الحقيقي الذي يقف حائلا دون فتح هؤلاء للستارة، وعرض مسرحياتهم الانتخابية على المشاهد اللبناني الاحمق المصفق على الدوام للممثلين الواقفين على مسرح دمى السياسة اللبنانية ؟ 
أعتقد جازما، أن السبب الحقيقي خلف تعطيل المسرح والمسرحية والامتناع والخوف من عرضها، إنما هو يقين أولئك الممثلين الفاشلين أن المشاهدين الدائمين لهم كانوا ولا يزالون يحضورون ويجلسون على كراسيهم بتذاكر وبطاقات مدفوعة الثمن من المال السياسي المتدفق من خلف الحدود، وأن حضور هذا المال هو فقط كان سبب نجاح مسرحيتهم المملة، وامتلاء مقاعد الصالة، واستمرار عروضها، ومع غيابه (المال) ستفتضح رتابتهم، وسيظهر على الملأ حجم فشلهم، وإن من سوف يحضر للمشاهدة بماله الخاص ليتفرج على سذاجتهم، إنما سيحضر لرشقهم بحذائه.