روسيا الشيطان الصغير بهذه العبارة يتحدث الإعلام الإيراني عن روسيا اذ فتحت الاحداث السورية وتطوراتها الباب واسعًا أمام الخلاف الروسي الايراني وما زالت التعقيدات السياسية بين الطرفين مستمرة إلى اين سيمضي هذا الخلاف بعد مؤتمر استانة
 

لم يعد إخفاء الخلاف الإيراني الروسي ممكنا أكثر من ذلك، وكشف مؤتمر أستانة تطور الخلاف بين الطرفين الذي اندلع منذ الإتفاق الروسي التركي على وقف إطلاق النار في سوريا، وقد لوحظ تطور الخلاف بين الطرفين من خلال التصريحات المتناقضة لكل منهما بعد اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا وخلال التحضير لمؤتمر أستانة .
وكانت الخروقات الإيرانية لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا وبمعاونة النظام السوري وحلفائه سببًا لإعلان روسيا صراحة أن إيران تعرقل مؤتمر استانة إذ لم تكن ترغب في أي هدنة في سوريا حيث تريد أن تجهز على المعارضة السورية خاصة بعدما خسرت مدينة حلب، كما أنها أعربت عن قلقها إزاء الإتفاق الروسي التركي والتقارب الذي حصل بين الدولتين بالاضافة الى غضبها من تجاهل روسيا لمطالبها باستثناء جيش الإسلام وأحرار الشام من اتفاق وقف إطلاق النار وتصنيفهما إرهابيين.
وقد ظهر جليا رفض طهران لمؤتمر الأستانة إلى جانب معارضتها مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية التي وجهت لها روسيا الدعوة للمشاركة، ومن قبلها السعودية.
وكان الكرملين الروسي اتهم إيران على لسان الناطق باسمه ديميتري بيسكوف بتعقيد مسألة مشاركة الإدارة الأميركية في مفاوضات الأستانة.
وقال بسكوف : مما لا شك فيه أننا رحبنا بالمشاركة الأميركية، فيما أن الوضع غاية في التعقيد في ظل وجود إيران لاعبا هاما في المسألة السورية، وعدم ترحيب الإيرانيين بالولايات المتحدة، هذه المسألة غاية في الأهمية في إطار لعبة حذرة للغاية. 
وقال بسام الملك القيادي بالائتلاف السوري الوطني المعارض قال إن الخلافات الروسية الإيرانية لم تكن لتطفو للسطح إلا لو كانت وصلت لحد كبير لا يمكن احتوائه.
وأوضح في حديث صحفي  أن الانزعاج الإيراني وصل أقصاه بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعزمه إخراج كافة الميليشيات من سوريا وحينها أوفد النظام السوري الذي أقلقه أيضًا هذا التصريح اللواء علي مملوك لطهران للتباحث حول الأمر، فروسيا تظل صاحبة اليد العليا في سوريا.


فراس الحاج الناشط الحقوقي السوري توقع صداما عسكريا بين روسيا وإيران إن استمرت الخلافات بين الجانبين، مؤكدا أنها وصلت لحد غير مسبوق ما دفع روسيا لاتهام طهران علنا بعرقلة مباحثات الأستانة.
وأشار  أن هناك خلافات على الأرض بين الجانبين بعد إعلان الهدنة بسوريا بضمانة الرئيس بوتين فحاولت الميليشيات الشيعية خاصة الموجودة في ريف دمشق تعطيلها.
وأوضح أن الخلافات تضاعفت حينما منعت ميليشيا حزب الله الضباط الروس من دخول وادي بردى لمراقبة وقف إطلاق النار.
ورجح الحاج أن يزيد التصعيد بين إيران وروسيا لأن موسكو لا تتمسك ببشار الأسد، بينما ترى إيران أن مشروعها الطائفي لن يتم دونه.
وبيّن الحقوقي السوري أن طهران ترى في مؤتمر الأستانة خطرا على أهدافها التي ترمي لسحق المعارضة وقواتها وتهجير المدنيين السوريين من أراضيهم واستدعاء آخرين شيعة من دول الجوار ليستوطنوا أرضهم وبذلك يغيرون سوريا ديموغرافيا.
أما في مؤتمر أستانة فقد عبرت مواقف فصائل المعارضة السورية الى المؤتمر عن عمق الهوة بين إيران وروسيا من خلال التصريحات التي رفضت أي دور إيراني في سوريا كشرط لإنجاح محادثات أستانة .
وقالت صحيفة  (هافينغتون بوست) أن العلاقات العلاقات الإيرانية الروسية تشهد  تجاذبات كبيرة، إذ إن طهران تحاول وضع موسكو أمام خيار صعب؛ إما نحن أو أنقرة. هذه المطالبة بتهميش تركيا جاءت تحت علة أن محاولات أنقرة للتفاوض مع السوريين ومشاركتها في تنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد الإرهابيين، لا يمكن أن يكون لها وقع حقيقي على أرض الواقع، دون تدخل إيران.
ومرة أخرى، تضع إيران موسكو أمام خيار جديد، طهران أو واشنطن. في المقابل، تعتبر موسكو واشنطن شريكاً لا غنى عنه في سوريا وفي منطقة الشرق الأوسط عموماً.
وفي السياق نفسه، أبدت موسكو عزمها على التخلص من تسلط طهران، خاصة أنها تدرك أن مفاتيح التحكم في الشرق الأوسط لا تكمن بالضرورة في التعاون الوثيق معها. خلافاً لذلك، قررت روسيا العمل على مزيد فرض سيطرتها على المنطقة وتوسيع مصالحها، من خلال وضع "استراتيجية جديد"، تقوم بالأساس على التحالف مع واشنطن.

إقرأ أيضًا: الأجهزة الأمنية اللبنانية صمّام أمان
هذه التحولات الاستراتيجية الكبيرة من شأنها أن تصيب إيران بخيبة أمل، ما قد يدفعها للبحث عن أساليب لعقاب "الغطرسة الروسية".
ومن ناحية أخرى، انطلقت في إيران حملة دعائية مضادة لروسيا، تجلت من خلال جنازة السياسي الإيراني، هاشمي رفسنجاني، التي رفع أثنائها شعارات معادية ومناهضة لروسيا.
علاوة على ذلك، حَمّلت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية روسيا مسؤولية ارتفاع حصيلة وفيات الجنود الإيرانيين في الحرب السورية.
ومن اللافت للنظر أن الكثير من الإيرانيين يعتبرون أن السياسة الروسية الحالية، تجسّد "غطرسة" روسيا، فضلاً عن أنها تعد خطيئة لا تُغتفر، بالإضافة إلى ذلك لم تتوان طهران عن تلقيب روسيا "بالشيطان الصغير".
هذه المواقف السلبية من السياسة الروسية تزامنت مع حرص موسكو على توطيد علاقاتها مع تركيا وإظهار نواياها الحسنة تجاه الإدارة الأميركية الجديدة.
ماذا عن واشنطن؟ وما الرسالة التي تحاول طهران إيصالها للرئيس الجديد ترامب؟
تابعت (هافينغتون بوست) : الفكرة الرئيسية التي تعمل طهران على ترسيخها في الساحة العالمية، تتمثل في أنها لن تتخلى عن دورها الريادي على الساحة الإقليمية، كما أنها قادرة على التأثير بشكل حاسم على مواقف وقرارات روسيا حتى في ما يتعلق بالحوار الروسي الأميركي.

إقرأ أيضًا: نسبية عون وستين جنبلاط
ومن جهة أخرى، أكدت إيران أن التقسيم الاستراتيجي لسوريا الذي يجب أن يحترم جميع المصالح المشتركة للقوى المتدخلة، لن يتم دون رقابتها.
وفي الواقع، فإن الشرخ العميق بين طهران والإدارة الأميركية الجديدة، يعزى بالأساس لتمسك إيران ببرنامجها النووي. وفي هذا الصدد، أعرب الرئيس الأميريكي الجديد، دونالد ترامب، عن نية بلاده في التخلي عن الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما، بشكل كلي، في الوقت الذي كانت طهران تأمل في الحصول على الضوء الأخضر لمواصلة العمل على برنامجها وإنتاج أسلحة نووية.
وعلى ضوء كل ما ذكر آنفاً، أصبحت إيران تمثّل عائقاً كبيراً يقف في وجه روسيا، ويهدد مصالحها بصفة متنامية في منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي أصبحت فيه الاختلافات بين الطرفين أكثر وضوحاً.