بعدما كانت الولايات المتحدة الحاضر الابرز في محادثات السلام السورية نجدها اليوم تحضر الى استانة بصفة مدعوة ما الذي تغير بين واشنطن وموسكو.
 
أولاً: سيادة روسيا في شرق المتوسط...
بعد أنّ ساد الرئيس بوتين وماد في شرق البحر المتوسط، ووضع سوريا تحت مظلة حماية روسيا الدبلوماسية والسياسية والعسكرية، وبات سيد الموقف بتحالفه مع تركيا، صاحبة الباع الطويلة في شمال سوريا، واطمئنانه على طواعية الموقف الإيراني، عمد إلى نقل التفاوض حول سوريا من أوروبا ، ورعاية الأمم المتحدة وحضور الولايات المتحدة الوازن، إلى استونيا في قلب الشرق الملتهب، حيث الكلمة الفصل لروسيا، بعد سقوط حلب وتعرّض قوى الثورة السورية المسلحة لضربات متتالية واستنزاف متواصل.
 
 
ثانياً: أريحية لافروف...
لكن، ومن قبيل سُموّ الأخلاق والتّرفع عن الصغائر، وبما أنّ لافروف أصبح مُلمّاً بعادات العرب وأخلاقهم وأعرافهم وشهامتهم ،فقد عمد إلى الطلب من الولايات المتحدة الأميركية أن ترسل "خبيراً" إلى مؤتمر استونيا عملاً بالقول العربي المأثور: ارحموا عزيز قومٍ ذلّ. فالولايات المتحدة التي كانت شريكاً كاملاً في محادثات جنيف حول سوريا، من تحديد الأطراف المشاركين، إلى جدول الأعمال، إلى تحديد ما يمكن قبوله وما يجب رفضه، فإذا بها اليوم خارج اللعبة بالكامل، وعليها أن تكتفي بقبول ما جادت به قريحة وزير خارجية روسيا: حبذا لو عمد الرئيس ترامب إلى إرسال خبير لحضور محادثات استونيا، خبير لا حول له ولا طول ولا رأي ولا مشورة، خبير لإكمال "الديكور" المطلوب لاجتماعات الحليفين الجديدين: روسيا وتركيا، ولا بأس من حفظ ماء وجه الجبار العزيز بعد الذل والهوان ، بإرسال خبير مُتمرن في شؤون المنطقة العربية.