عمل الموقوف عمر حسن الحجيري على تأمين «كل شيىء» الى الارهابيين في جرود عرسال، وحجته في ذلك انه كان يهدف الى الربح المادي، متراجعا عن اعترافاته الاولية حول انتمائه الى جبهة النصرة ومنه انتقل الى تنظيم داعش الارهابي.
كل ذلك تم «بشكل سري» تحت ستار سيارة الفان التي كان يعمل من خلالها على خط عرسال-سوريا، ليوسّع بعد ذلك»تجارته» في تأمين رقم هاتف يعود لمحمد ر. وبطلب من ابو عمر البغدادي بهدف خطفه وسلبه، «فـ شو ما طلبو مني كنت اؤمنه لهم»، من المازوت والبنزين والمواد الغذائية والاسلحة وحتى الدراجات النارية وقطع غيار للسيارات،»فأنا كنت اعمل معهم كتاجر»، ليعود ويقول انه خلال تلك الفترة لم يكن يوجد لا داعش ولا نصرة انما كان يؤمن تلك المواد الى عناصر من»الجيش السوري الحر».
وما اعترافات المتهم في التحقيقات الاولية سوى من تأليف المحقق، قال المتهم، ليؤكد له رئيس المحكمة العميد الركن حسين عبدالله «ان كل كلمة تفوهت بها فعلتها».
وافاد المتهم اثناء استجوابه انه منذ العام 2012 عمل في تهريب المازوت من سوريا الى عرسال على سيارة فان يملكها، وقد تعرف خلال»عمله» هذا على مجموعة من الجيش السوري الحر حيث كان يشتري منهم المادة المذكورة مقابل ان يؤمن لهم قطع سيارات ودراجات نارية.
وذكر المتهم اوليا انه بعد معركة عرسال انقسمت المجموعة الى مجموعتين بايعت الاولى النصرة التي انضم اليها مع خالد الشامي الملقب بابو بكر وعلي الحمصي فيما بايعت الثانية داعش. وتراجع المتهم عن هذه الاعترافات امس نافيا مبايعته لأي تنظيم او الانضمام اليه ، كما نفى نقل عائلات لارهابيين الى عرسال قائلا: انا أملك سيارة فان وانقل الجميع. واعتبر المتهم ان تعاونه مع هؤلاء هو في اطار التجارة فنقل اليهم الاسلحة والمواد الغذائية «شو ما طلبوا مني احضره لهم».
وما ذكره في التحقيق الاولي بانه عمل مع ابو عمر البغدادي من داعش بشكل سري نفاه امام المحكمة متذرعا بالضرب ليعود ويقول ان المحقق الّف افادته.
وعن حادثة خطف محمد ر. قال المتهم ان «المجموعة» طلبت منه تأمين رقم هاتفه بهدف خطفه، واستحصل مقابل ذلك على مبلغ 500 دولار وزعم انه قام بتضليل المجموعة ودلّه على شخص آخر. لكن محمد قد خُطف بالفعل وتم سلبه مبلغ مئة الف دولار. وعاد المتهم في هذا المجال ليقول ان المجموعة اعطته حصته من العملية البالغة 15 الف دولار لكنه عمل على اعادة المبلغ الى المخطوف بعد تحريره.
واستجوبت المحكمة في ملف آخر الموقوف السوري محمود كعيكي بانتمائه الى النصرة وحيازته حزاما ناسفا ونقله السيارات بهدف تفخيخها. وقال عن التهمة المسندة اليه انها غير صحيحة فهو لم يملك ابدا حزاما ناسفا ولا «شفرة تجرح عصفورا». واضاف انه قصد منزل عبد الرحمن الحجيري لحل اشكال وقع بين شادي الكردي وبين شقيق المتهم نافيا بان يكون قد هدد الاخير بحزام ناسف كان يرتديه موضحا بانه نقل من عرسال الى سوريا سيارة تويوتا.
وبالاستماع الى افادة الشاهد عبد الرحمن الحجيري اوضح بانه كان في المنزل مع عائلته عندما حضر شخص سوري كان قد استأجر منه منزل ابنه واعلمه ان لصوصا حضروا الى المنزل ويريدون تفجيره فطلب الشاهد من ابنه ابلاغ القوى الامنية. واكد بان المتهم ومعه شخصين حضروا الى منزله ولم يشاهد حزاما ناسفا مع كعيكي لكن احدهم اعطاه «غرضا» عندما تكاثرت الناس في المنزل قبل ان يفرّ اثنان منهم ويُلقى القبض على كعيكي.
وقال الشاهد:اعتقد انهم حضروا للسرقة .