هذا الفعل المدان يصرف الإنتباه عن ضرورة عقلنة المعارضة ويمنح الساعين الى حرب في البحرين فرص متعددة وثمينة لضرب الحديد وهو حام خاصة وأن زبائن الحرب الطائفية والمذهبية يكمنون في كل الدول لصنع لُعب حروبهم لتغذية النار خدمة لمصلحة الله التي قررها الشيطان
 


لا تخفف سلطة مملكة البحرين من حدّة التوتر المنتشر في الشوارع الشيعية بل تسعى الى إشعال الحرائق بكبريت طائفي لتدفع الشيعة الى حمل السلاح ورفعه في وجه سلطة السُنة في محاولة مكشوفة منها لتوريط الحق الشيعي بالمشاركة السياسية وتلويثه بصبغة الإرهاب عندما تصبح لغة النار والبارود هي التعبير الرائج عن أزمة العلاقة بين المكونات داخل الدولة .
أمس أعدمت السلطات البحرينية بعضاً من المعارضين السياسيين ليس عبثاً وإنما تقليداً لخطوة المملكة العربية في إعدام الشيخ النمر لتأكيد جديّة الحكم وسلطة الأمير في مملكته والقبض على زمام الأمور بقبضة الإعدام ولدفع المعارضين الى السكوت أو التورط بإستخدام السلاح الذي إذا ما ظهر بُرر للقاتل شرعية القتل في جماعة تريد ضرب الأمن لا تحسين الصورة السياسية في وجه البحرين .
هذا الفعل المدان يصرف الإنتباه عن ضرورة عقلنة المعارضة ويمنح الساعين الى حرب في البحرين فرص متعددة وثمينة لضرب الحديد وهو حام خاصة وأن زبائن الحرب الطائفية والمذهبية يكمنون في كل الدول لصنع لُعب حروبهم لتغذية النار خدمة لمصلحة الله التي قررها الشيطان .

 

إقرأ أيضًا: مرحبًا بلبنان السعودي القطري
حتى الآن يبدو استعداد المعارضة البحرينية غير مكتمل وفورة البعض منها بدافع خارجي أو بإرادة ذاتية محصور بشكل أفراد خارج السياج الأمني وهم يراهنون على استعدادات الشارع وتغطية الجماهير المنفعلة للخطاب الطائفي وللجريمة "الأميرية" و للساحة الجهادية في النزال اليومي مابين المتظاهرين وقوّات الأمن المحلية أو المرتزقة وتزخيمها لتصبح ورشة جاهزة لحرب أهلية تعكس صوراً من الهزائم والإنتصارات لقوى المعارضة والسلطة وفتح الباب واسعاً لتدخل الدول الجاهزة لذلك لإعطاء الحرب مضاعفات إقليمية ودولية تتجاوز حدود الصوت الشيعي داخل السلطة .

إقرأ أيضًا: خطوط تماس بين الروس وحزب الله
من المرجح أن تنجح خيارات السلطة بدفع معارضين الى استخدام سلاح الغيلة لهزّ شباك الأمن السياسي وتكرار ذلك بوسائط وأشكال أخرى لإلغاء أي خطة تصعيدية سياسية لا تعتمد لا نيّة النظام ولا القائلين بقوّة المخرز لا العين ويبدو أنه وفي مكان ما ثمّة قيد وضغط إيراني يهدأ من روع المتحمسين للنار ويفوت على أمراء البحرين فرص توريط المعارضين بإستخدام السلاح نتيجة لرؤية إيرانية تحتاط في المشهد البحريني حتى لا تقع تحت عبء النتائج وتكاليف الحرب على الباب الإيراني في مرحلة تعمل فيها إيران على جبهات متعددة وهي ليست مستعدة لخلق جبهة أخرى خاصة في ظل موازين غير متوازية وهذا ما سيدفع إيران إمّا الى الفرجة المؤلمة أو الدخول مباشرة على خط الحرب إذا ما وقعت في مملكة مشجعة على إشعال النيران فيها .