عاد الإتفاق الننوي الإيراني إلى الواجهة عشية تولي الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب مهامه الجديدة في البيت الأبيض، ويأتي ذلك مع المواقف التي أطلقها ترامب حول هذا الإتفاق فما هي التداعيات المرتقبة مع الموقف الإيراني بالتصعيد ؟
 

قبيل بدء ولاية الرئيس الأمريكي ترامب، وجّهت إيران، إنذاراً مسبقاً له حول الاتفاق النووي الذي كان يعبر عنه ترامب خلال حملته الانتخابية بالاتفاق السيّء وأنه سيمزّقه بحال وصوله إلى البيت الأبيض. 

وجاء الإنذار الإيراني على لسان مساعد وزير الخارجية، عباس عراقجي الذي طمأن الرئيس الأمريكي من أن بلاده ستحرق الاتفاق النووي بحال قيام الرئيس الأمريكي الممقبل بتمزيقه، وأضاف عراقجي بأن الحكومة الأمريكية المقبلة لن تستطيع إلغاء الاتفاق النووي وبحال وصلت إلى هكذا قرار، فإننا مستعدون لجميع الاحتمالات.

وأكد عراقجي خلال المؤتمر الإعلامي الذي أقامه اليوم بمناسبة مرور عام على تنفيذ الاتفاق النووي، على أن الاتفاق النووي غير قابل للتراجع وإعادة النظر بأي شكل من الأشكال، وأن لهذا الاتفاق نتائج إيجابية منها تمكن إيران من الحصول عوائدها النفطية وفتح العلاقات المصرفية مما اتاح لإيران استلام عوائدها النفطية.

وقال عراقجي إن الأوضاع فيما يتعلق بالمواصلات والطاقة والمصارف عادت إلى ما كانت عليها قبل العقوبات، بالرغم من أن هناك مشاكل أمام العلاقات المصرفية، ولكن تلك المشاكل لا تنشأ من الاتفاق النووي بل سببها أولا هي العقوبات الأحادية الأمريكية وثانياً تأخر البنوك الإيرانية بفعل العقوبات، وأشار أيضاً إلى موضوع غسيل الأموال.

وسبق وزير خارجية إيران الأسبق كمال خرازي الذي يتولى حالياً الأمانة العامة لمجلس العلاقات الخارجية الإيرانية أن قال بأن الاتفاق النووي لا يعاني من نقص قانوني، ولهذا لا يمكن إعادة النظر فيه، مضيفاً بأن الاتفاق النووي كان له نتائج إيجابية وإنجازات كبيرة، ويُذكر بأن مجلس العلاقات الخارجية يعمل كذراع استشاري للمرشد الأعلى آية الله خامنئي، وبطبيعة الحال فإن المواقف التي تصدر عن هذا المجلس منسقة مسبقا مع المرشد الأعلى، بينما يرى المتشددون أن خامنئي ليس راضياً عن مفاعيل الاتفاق النووي ويراه اتفاقاً سيئاً، وعليه يعتبرون بأن إيران خسرت ما لديها من عوامل الضغط على أمريكا ولم تحصل على شيء بعد الاتفاق النووي.

في سياق آخر فإن مرشحي ترامب للخارجية والدفاع أكدا على أن الولايات المتحدة سوف تلتزم بهذا الاتفاق بالرغم من وجود رغبة واضحة لدى فريق ترامب بإعادة النظر فيه وإدخال بعض التعديلات البسيطة عليه، مما يعطيهم مكسباً، إلا أن إيران ترفض إعادة النظر في الاتفاق الذي تعتبره عقداً بيها وبين المجتمع الدولي وليس الولايات المتحدة وحدها.

ويلاحظ أن المتشددون في إيران أيضاً خففوا من لهجتهم النقدية تجاه الاتفاق النووي، بعد ما رأوا عند الطرف الأمريكي رغبة بإلغائه، ما يعني بأن معارضة الاتفاق النووي في إيران لم تكن سوى مناورات إعلامية.