جمهور الأحزاب هم أيضًا ضحايا الفساد إلا أن نضالهم المطلوب لرفع الضيم عنا وعنهم لا يكون من خلال الركوب على أكتاف المجتمع المدني وإنما بأساليب وطرق أخرى
 

لمن لم يشاهد الحلقة، ولم يسمع اعتراضي على مشاركة أي من الجمهور الحزبي (على أنواعه) المتواجد بالسلطة بالركوب على الموجات الإعتراضية التي يحاول المجتمع المدني التصدي من خلالها لتحقيق مآربه الحياتية المحقة، والتي تضيع حالما تتداخل السياسة بالشأن المطلبي.
سألني الزميل طوني خليفة : كيف لمن ينتمي إلى جمهور المقاومة ومؤيد لحزب الله أن يعترض على الأسعار المرتفعة أو الاعتراض على السرقة التي تنال منا جميعنا بسبب أداء شبكات الاتصالات؟ مع التأكيد هنا أن حصر السؤال عن جمهور حزب الله دون غيره من الأحزاب كان بسبب تصدي الناشط المقرب من حزب الله عباس زهري وظهوره كواحد من مطلقي الحملة، ولأنه كان حاضرا معنا بالحلقة ليس إلا، 
هذا السؤال بالرغم من أهميته الكبيرة بما يتضمن من حل لإشكالية التداخل المضر بين التسييس المقصود من جهة والسعي المطلبي المحض من جهة أخرى، إلا أنه لم يأخذ حقه بالوقت للإجابة عليه في حينه، فأرى أنه لا بد من استكمال الإجابة عليه هنا مع التذكير مرة جديدة أن هذه الإجابة وإن كانت موجهة بشكل مباشر إلى السيد عباس زهري إلا أنها تصلح للتعميم على كل المحازبين والمؤيدين في جميع المشارب الحزبية الأخرى مع بعض التعديلات الشكلية .

إقرأ أيضًا: عون ،،، والنورس
ولا بد من التأكيد قبل الإجابة المباشرة على السؤال أن جمهور الأحزاب أيضا هم ضحايا الطبقة السياسية وبالتالي فعليهم قبل غيرهم تقع مسؤولية الإعتراض والرفض لما وصلنا إليه من فساد وإفقار لجميع اللبنانيين بدون استثناء .
أما شكل اعتراض السيد عباس زهري على أداء وزارة الإتصالات إن خلى من الأهداف السياسية فإنه حتما لا يكون عبر حملة (سكر خطك) إنما يكون على الشكل التالي : 
1- عبر الأطر الحزبية ، كأن يقترب الاخ زهري ابن النبطية وبعد الانتهاء من دعاء كميل في المسجد مع مجموعة من الاخوة نحو الرابط ويسلموه رسالة مطلبية كي يرفعها الرابط إلى مسؤول المنطقة ليرفعها بدوره إلى الأمانة العامة وتتضمن كل ما يراه مناسبا من مطالب مع التركيز على تحميل حزبه الذي يفتخر بدعمه (وهذا حقه)، بأن يعتبر هذه المطالب المتضمنة هي بمثابة الأزمات التي يعاني منها شعب اليمن أو أهل البحرين أو حتى الشعب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة مما يعني أن تنال من الحزب نفس الإهتمام .

إقرأ أيضًا: رفسنجاني : مات أو قُتل
2- تلك المجموعة عينها من الاخوة، تزور يوم السبت وهو اليوم الذي يحضر فيه الحاج محمد رعد إلى النبطية ، ومطالبة الحج رعد (ومن حسن حظ السيد زهري أن الحج محمد رعد نائب النبطية هو أيضا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة)، ويعطوه نفس تلك الرسالة التي سُلمت للرابط والطلب من الحاج محمد طرحها على طاولة اجتماع الكتلة، مع التأكيد عليه التواصل مع وزراء الحزب في الحكومة ومع الحلفاء من أجل تشكيل قوة ضاغطة هي أهون ما يكون عند حزب الله للوصول إلى نهايات سعيدة، ولا بأس من التلميح للحج بأن أصوات النبطية الممنوحة له في الانتخابات القادمة يمكن أن تهبط ولو قليلا اذا لم يأخذ هذه المطالب على محمل الجد وأن يعمل على تحقيقها .
هكذا فقط يمكن للسيد زهري أن يناضل معنا (كمجتمع مدني) من أجل الوصول إلى مطالبنا المحقة بدون الحاجة لا إلى "سكر - خطك" ولا "رح - سكر - خطي" ولا "بدي - سكر - خطي" ولا من يسكّرون !