كلما أزور بلدي لبنان الضريح،أرى تحفة تاريخية تأكلها جراثيم الفساد السياسي والإجتماعي والمذهبي وعوضاً عن مكافحة هذه الجراثيم أخذ اللبنانيون بتحضير البيئة الملائمة لها وعلى رأسهم بعض رجال الدين
 

قرأتها كما قرأتُ الأدب والعلم والمعرفة، وكما قرأت الوعي باكراً،وتسابقتُ مع كتابتها التي فتنتني كإمرأةٍ في نصٍ،ألزمتني تلك الكتابة بأن أقرأها لأكثر من مرَّةٍ،هي إمرأةٌ تعكس طموحات وآمال أمتها،وتعبر عن تمردها،وتطلق تلك الصرخة لعلها تسمع صداها،سألتزم بنصها كاملاً من دون زيادة ونقصان،وفي واقع الحال لم أعرفها ولم أعرف إسمها،فكتبت: نتعب ونشقى كل الأسبوع وننتظر آخره لنذهب إلى بيوت الله لنشكر الخالق ولنفضّ له قلوبنا، وها هم أغلب رجال الدين يبيعوننا ويشتروننا قبل أن يحاولوا أن يفهمونا،يعيشون داخل أبراجهم المحمية من البطالة والديون ويسمحون لأنفسهم أن يعيِّروا المحتاج والمحروم..
لا أدري لماذا في بلد كلبنان حيث نسبة البطالة عالية جداً،وتبقى الديانات من التجارات الرابحة،فلماذا لا نرسل أولادنا ليتعلموا الفقه والدين عوضاً عن بعثهم إلى المدارس والجامعات الباهظة أسعارها فهم عندما يتخرجون سيوظفون فوراً وعملهم لا يقتضي أكثر من موعظة ومن غير أن يتحملوا مسؤولية الطبيب والمحامي والمهندس...
فأنا لم أسمع عن قاضي شرع أعطى المجال إلى مطلقة أن تلاحقه في المحاكم كما سيفعل هو إذا ما كان المهندس الذي كلفه في بناء بيته إرتكب غلطاً في البناء!!

إقرأ أيضا : المرأة بنص عقل...


كلما أزور بلدي لبنان الضريح،أرى تحفة تاريخية تأكلها جراثيم الفساد السياسي والإجتماعي والمذهبي وعوضاً عن مكافحة هذه الجراثيم أخذ اللبنانيون بتحضير البيئة الملائمة لها وعلى رأسهم بعض رجال الدين، وسلاحهم هو دستور مبني على الطائفية، عندما أحاول تشخيص مرض هذا البلد الضريح،أرى خراباً إجتماعياً ناتجاً عن خراب سياسي،وهذا الآخر مبني على خراب مذهبي..
أفي جمهورية ننسى أن الدستور حاصل عن إرادة الشعب لخدمة المصلحة العامة؟ أم أن شعبنا ينقصه الوعي المدني والسياسي،فكيف نكلفه بانتخاب من يمثله؟؟وهذا الشعب يشير إلى الحكومة ويحملها مسؤولية الخراب السائد في القطر،والحكومة البريئة تنظر إلى المواطنين وتعاقبهم وأهل الحل والربط فرحون إذ أن فرِّق تسد شعارهم،وفرقوا...وتبعناهم!!! فبين المذاهب الشيعية والسنية والدرزية والمارونية والكاثوليكية والأرثوذكسية والسريانية ضاعت علينا المعايير، وبإرادتنا أضعنا جوهر الإيمان، وتمتعنا بغسل أدمغتنا، وتبرعنا بتغليف رسالة إلهية موحدة بغشاء الغباء الإنساني،ونسينا أن هذه المذاهب ما كانت إلا عبارة عن لغات ولهجات تعلمناها لنخاطب الخالق بالمنهج الذي ترعرعنا عليه، فالمرسل واحد وهو الآن يبكي على بني آدم الذي إصطفاه على بقية خلقه وعلَّمه الأسماء كلها، بإعتباره قادراً على فهم رسالته التي تطالب بعدم التفريق بين الرسل..وما فعلوه هؤلاء الرسل سوى الإشارة إلى خالق واحد،ولكن أذهاننا المحدودة عاجزة عن فهم الذات الإلهية المجرَّدة، أنا أفتقد المسؤولية الشخصية في الدين بين المؤمنين في لبنان،أليس الإيمان الأقوى هو الذي بني على تحليل وتفكير؟وأليس عدم الفهم والتفسير الغلط خطيئة؟؟ لا الخوري ولا الشيخ عندهم مفتاح للجنة،ولا هم بموزعي صكوك الغفران؟ بل هم سيحتاجون إلى وساطة لدخول الجنة؟ وقبولهم باستغلال الدين لتأسيس أحزاب سياسية طائفية متطرفة سيجعل آخرتهم في الجحيم، فكل العصبيات والأحزاب الدينية تساهم بتحطيم ديمقراطية ركيكة كالموجودة في لبنان..
 يا شعب لبنان الذي يعتبر تاريخه أقدم من كل الديانات نستيقظ ونسبح لربنا،نبدأ طعامنا شاكرين له، ونخشع له بتواضع كبير عندما نمرُّ بضيقة ،ونحمده على النعيم الذي نتمتع به، ولكن لا ننسى أننا بإسمه فرقنا بين الحبيب وحبيبته،وعايرنا جارنا وبطشنا وتقاتلنا ،والآن سنحارب بإسمه....
أيوجد أحد منكم يا مؤمني لبنان قادر على أن يحدد أو يفسر لي ما هو هذا الدين؟؟؟
 وختمت تلك المرأة المتمردة مقالتها، كفى ولا حاجة للمزيد.