هل سنشهد نقاط تخاصم جديدة بين التيار و الحزب ؟ وما هي طبيعة العلاقة الجديدة بين عون و المملكة ؟
 

في سياق زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون إلى السعودية، التي حظيت بأهمية كبرى على الساحة المحلية لتوقيت الزيارة ووجهتها، برزت أمور تؤشر إلى وجود  تزعزع في العلاقات بين الحزب الأصفر والتيار البرتقالي وذلك أن الضاحية الجنوبية لم تهتم  بهذا الخبر و لا ترى أن تلك الزيارة ضرورية في الوقت الحالي.
 هذه المعلومات الأولية  لا تقدم ولا تؤخر بل هي ليست  أكثر من كتابات صحافية يراد من خلالها إضفاء جو سلبي على الواقع في ظل الأجواء الإيجابية التي تعم الساحة اللبنانية والإقليمية والدولية في آن معًا.
هذا الجو الإيجابي يوحي بالضرر لبعض الأفرقاء المخضرمين في السياسة من خط الثامن من آذار، لذلك هل سنشهد نقاط تخاصم جديدة بين التيار و الحزب ؟ وما هي طبيعة العلاقة الجديدة بين عون و المملكة ؟
ففي أواخر عام 2016 أكد الأمين العام لحزب الله، أنه يحق لرئيس الجمهورية أن يسافر إلى أي مكان يريده، ولن يكون حلفاؤه منزعجون منه ولكن ما نشهده اليوم يخالف ما قاله فكأنما هو قالها حينها  ليحذره فهو لا يشاطره الرأي في الذهاب إلى السعودية أولًا، بل يريده أن يكون محور أعماله عند الإيرانيين  وأراد أن يفهم الحليف أنه من واجبه إحترام آرائهم  وتنفيذها، وقال أيضًا: " نحن لا يجب أن نضع فيتو على السفر الأول أو الثاني أو الثالث للرئيس عون إلى السعودية ولا أحد يجب أن يضع فيتو على سفر الرئيس عون إلى سوريا أو إلى إيران".

إقرأ أيضا : السعودية تعود إلى لبنان بقوة وتكريس لمعادلات ما بعد إنتخاب عون


وعلى الرغم من هذا الوضوح في المواقف، ثمة من يحاول تعميم رفض مصطنع من حزب الله على زيارة عون الأخيرة، بيد أن مصادر أخرى قريبة من الحزب وهي التي لا تريد أن تظهر هذا الصراع العالق بين الحزب والتيار مؤكدة على أن العلاقة بين حزب الله والرئيس العماد ميشال عون هي أبعد من الوقوف عند زيارة هنا أو هناك وما يربطنا به هو علاقة إستراتيجية مصالحها أكبر من مصالح داخلية و أن للرئيس الحق في زيارة البلد الذي يشاء وحزب الله من موقعه كشريك في القرار لا يرفض أو يعترض على خيارات الرئيس طالما أنه يجد فيها مصلحة للبنان واللبنانيين، وهذا هو النفاق بحد ذاته، فإن كل المحللين السياسيين يعلمون بأن لا حرب ولا مواقف و لا إتفاقات إستراتيجية في السياسة فالأمر تكتيكي وحسب ما تقتديه المصلحة ففي كل الأحوال حزب الله يعرف كما كل الساسة المحنكين الذين  يدركون جيدًا أن المواقف تتبدل وفقًا للمصلحة. 
"عون و السعودية " هذه العبارة تحمل في طياتها مضمونًا خطيرًا و كبيرًا في الساحة فهي حدث مبدل يقلب الموازين ولا ريب أن حزب الله يدرك مدى خطورتها في ظل الإتفاق الأخير الذي حصل بين القوات و التيار ، لذلك يعتبر الحزب نفسه الخاسر الأكبر إذا تمت إتفاقات سرية بين عون والسعودية.
تخطي الماضي و مجيء عون كانت بمثابة خطوة فاجأت الكثيرين وأثارت علامات إستفهام كبيرة لدى المتابعين للشأن الإقليمي، ولكن أن يختار عون السعودية أولًا، ليس أمرًا عاديًا بل هو دس لنبض الحليف الذي دعمه  وحماه ليجلس على كرسي الرئاسة وهو الذي يجعل الأمر معقدًا أكثر.