هذا التلزيم العام لروسيا كايد إيران وجعل حزب الله يجدّ سيره باتجاه خلق فرص جديدة لإنتصارات لا تعتمد على القوة الروسية من هنا كانت عملية قهر وقف إطلاق النار وإسقاط التفاهم الروسي – التركي وكانت معركة وادي بردى المفتوحة إطاحة بمشروع التسويات القائمة على حساب النيل من دور إيران في سورية وهو دور مستعدة إيران للعبه الى ما لا نهاية لأن المسألة بالنسبة لها معركة وجود أوسطي
 

تبيّن أن الهُدنة التي دع اليها الأتراك والروس ما هي الاّ تجربة فاشلة كونها محاولة إختزال لأطراف تملك حصرية الحرب في سورية وهذا ما أغاظ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودفعها الى إفشال خطّة إيقاف إطلاق النار بخرق كبير تمثل في السعي الحثيث نحو إعطاء النظام نقطة جديدة في وادي بردى بريف دمشق , وتسجيل نقطة كبيرة على الروسي الذي شعر وأشعر الجميع بأنه وحده من يعيد للنظام مناطق لم يحافظ عليها من قبل الأسد والإيرانيين لفقدانهم الاستراتيجية التي تعتمدها روسيا في سوريا .

قد يعتقد البعض أن الخلل والإمتعاض من الدور الروسي في سورية من قبل إيران مجرد دق إسفين بين الحليفين وهذا قصور سياسي في النظرة الموضوعية لطرفين يقاتلون ببعدين مختلفين وبحسابات متباعدة وغير متقاربة خاصة وأن روسيا غير مستعدة للمساهمة الى أبد الآبدين في الحرب السورية لذا تستعجل الحلول وتطرح مبادرات مشتركة تارة مع الولايات المتحدة وتارة مع الأتراك لتسهيل حلّ ينقذ روسيا لا سوريا من حرب عبثية مجنونة .
منذ أن دخلت روسيا الحرب مباشرة وهي تتصرف على أنها المسؤولة عن النظام القاصر وتبيع وتشتري كما تشتهي فتتحرك دبلوماسيتها المتسرعة للمّ الشملّ السوري وإنهاء قواعد الإشتباك دون أيّ رؤية ناضجة تستوعب الحرب ونتائجها وضرورة المستقبل الذي يتسع لصيغة سياسية جديدة لا الى تبويس لحى وضحك الجميع على الأطلال كما أن بوتين يستعرض قوته في سورية ليرعب أوروبا في أوكرانيا ويحاول أن يكون ندّاً لأميركا بدون مقومات دولة كبرى لكنه يستغل فرصة اللعب في سورية لإرسال رسائل الى من يهمه ويعنيه الأمر بأن روسيا دولة نافذة في الشرق الأوسط وهي دخلت اليه بقوة الاستعراض العسكري والدور الأمني الذي يتطلب حماية للكيان الغاصب باعتباره المدخل والممر الملزم للجميع كيّ يكونوا لاعبين قدماء أو جُدد في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في الدول المُحدّة لفلسطين .

إقرأ أيضًا: السفير في ذمّة القذافي
هذا الدخول من بوابة الأمن الاسرائيلي شرّع الدور الروسي ووهبه صمتاً دولياً وإقليمياً وعربياً جعله لاعباً متجاوزاً لحدود اللعبة التي تقيّد بها أفرقاء الحرب السورية ومنحه صفة التمثيل للنظام السوري وحلفائه استبعاداً في ذلك لصفة إيران الفعلية والحقيقية كممثل شرعي ووحيد للأقليات السورية وهي الدولة التي دفعت أثمان لا تُقدر لتثبيت نظام لا إمكانية لتثبيته لأسباب عديدة، لقد فرح الكارهون لإيران من عملية تطويقها وتطويب روسيا بطلة الحرب السورية والممثلة للحلّ السوري في التسويات الدولية أو المشتركة وهذا ما يضع إيران كزبون حرب وطرف مقاتل لا أكثرمقارنة مع المقاتلين الوافدين من أصقاع بعيدة تلبية لفتاوى الدفاع عن بلاد الشام المقدسة , وهو بالتالي يخضع لحسابات ومصالح الدولة القوية روسيا التي تتمتع بشرعية دولية لا تتمتع بها إيران وبحظوة كبيرة من الأعداء والأخصام للنظام الإيراني .

إقرأ أيضًا: مات الخميني الثاني في إيران
هذا التلزيم العام لروسيا كايد إيران وجعل حزب الله يجدّ سيره باتجاه خلق فرص جديدة لإنتصارات لا تعتمد على القوة الروسية من هنا كانت عملية قهر وقف إطلاق النار وإسقاط التفاهم الروسي – التركي وكانت معركة وادي بردى المفتوحة إطاحة بمشروع التسويات القائمة على حساب النيل من دور إيران في سورية وهو دور مستعدة إيران للعبه الى ما لا نهاية لأن المسألة بالنسبة لها معركة وجود أوسطي وليست نزهة على الساحل السوري يمكن أن توفرلها ما يغطي جوعاً إقتصادياً مُزمناً كما هو حال الجائع الروسي .